دير العذراء مريم ( المحــــــــــرق )
يبدأ تاريخ الدير العامر بداية مقدسة ، لها سمة خاصه ينفرد بها ذلك انه أحد الأماكن التى اختارتها العناية الإلهية ليكون مأوى أمن للعائله المقدسه الهاربة من وجه هيرودس الملك الحانق ذو التاريخ الملوث بدماء الأبرياء .
استراحت العائلة المقدسه بعد عناء ومشقة الترحال فى بيت نهجور من الطوب اللبن وسقفه من سعف النخيل وبجواره بئر ماء حيث كان سفح جبل قسقام ذلك الزمان صحراء قفره لا يسكنها أحد على الأطلاق .
أثناء اقامتهم فى هذاالمكان حضر إليهم رجل يدعى يوسى ( من المرجح انه أخو يوسف ) لكى يخبرهم عن الجنود العشره الذين ارسلهم هيرودس الملك للبحث عن الطفل يسوع .
رقد يوسى ودفن فى مدخل هذا البيت وتوارث الرهبان جيل بعد جيل ان قبر يوسى هو من الجهة الغربية القبلية للكنيسة الأثريه .
وقد مكثت العائلة المقدسة فى هذا البيت ( الذى أصبح كنيسه فى القرن الأول الميلادى ) مدة من الزمان تبلغ ذ85 يوماً إلى أن ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلاً : قم خذ الضبى وأمه وأذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى (مت 2: 19-20 ) .
حــــــــــــدث عظيــــــــــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشهد الكتب الكنسيه على حلول رب المجد مع السيدة العذراء وتلاميذه الأطهار فى هذا البيت لتكريسه وذلك فى اليوم السادس من شهر هاتور المبارك .
نبوءة كل الأجيــــــــــــال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرغم من أن علماء الكتاب المقدس فسروا نبوءة أشعياء ( 19 :19 ) تفسيراً تأملياً وآخرين تفسيراً رمزياً إلا أن أباء هذا الدير العامر منذ القدم فسروا هذه النبوءه تفسيراً حرفياً أن المذبح الذى تقصده النبوءه هو مذبح كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالدير .
تأسيس الديـــــــــــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان لهذا المكان المقدس أثره الكبير فى جذب نساك الأنبا باخوميوس أب الشركه الذين آتوا إلى قسقام فى القرن الرابع الميلادى واشتركوا مع القاطنين حول الكنيسه فى تأسيس الدير وقد وصل عدد الرهبان فى نهاية القرن الرابع إلى 300 راهب
وهناك تقليد ثابت وراسخ منذ القدم عند آباء الدير ، هو أن تبقى الكنيسه على ما هو عليه شاهد عبر العصور عل اتضاع رب المجد الذى أخذ شكل العببد ليخلث شعبه من خطاياهم .... هذا التقليد بناء على أمر إلهى أبلغته السيدة العذراء فى رؤيا للبابا توفيلس 23 (385-412 م ) عندما كان فى زيارة للدير وأراد إنشاء كاتدرائيه عظيمه تناسب مكانة هذا المكان المقدس .
سمة الرهبنه بالديــــــــــــــــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك سمة خاصه إنفرد بها الدير منذ القدم وهى سمة الخدمة الروحية للمترددين والزوار فقد صار سبب بركة وشفاء لكثيرين ومأوى آمناً للمضطهدين ( فى العصر الرومانى ) ولمطرودين من أجل البر والمكروبين والفقراء عبر العصور .
ولا يفوت المتأمل فى تاريخ الدير ذلك العمق الروحى الذى نتج من المزيج العجيب بين حياة الشركه الباخوميه والرهبنا الأسقيطيه ( التى وردت مع الآباء النازحين من هجمات البريه فى برية شيهيت ) ....
لذلك لا يسعنا إلا أن ننطق بكلمات الشكر والتبجيل لما قدمه الرب الإله لهذا المكان وبالأكثر للكنيسه الأثريه بيته المقدس .
الرهبان الأحباش فى قسقام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحب الأحباش وعشقوا الأماكن التى عاش فيها السيد المسيح له المجد واعتبروا دير المحرق بجبل قسقام هو اوشليم الثانيه لأن الكنيسة الأثرية هى البيت الذى سكنته العائلة المقدسه وأنه لا يقل شأناً أو مكانة عن الأماكن التى عاش فيها السيد المسيح فى أرض فلسطين .
وقد أخذت ملكتهم فى القر 18 م تراباً من الدير ومزجته مع مزاد بناء كنيسة عظيمة بأسم قسقام بأقليم جرندار بالحبشه .
ووصل عدد الرهبان الأحباش إلى 40 راهباً فكان لهم كنيسة خاصة بهم إلى أن قل عددهم بعد الحرب الإيطاليه الحبشيه فى القر ال 20 الميلادى .
مـــوقع الديــر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يقع الدير بسفح جبل قسقام على بعد 12 كم غرب مدينة القوصيه ( محافظة أسيوط ) التى تقع على الكيلو 327 طريق القاهره - أسوان 48 كم شمالى مدينة أسيوط .
أســـــــــــــم قسقــــــــــام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إسم قجيم منذ عصر الفراعنه يطلق على كل المنطقة الصحراويه القديمه القائم فيها الدير وهو يتكون من مقطعين :
1- قُس : ومعناه مدفن .
2- قام : ومعناه المدنى الحلفاء ( التى كانت يصنع منها الحصير لكفن الموتى ) أما المعنى الدينى فهو اللانهايه - إلى الأبد .
أســـــــــــــــــم المحــــــــرق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
يرجع الأصل فى تسمية الدير بالمحرق إلى أن الدير كان متاخماً لمنطقة تجميع الحشائش والنباتات الضاره وحرقها ، لذلك دعيت بالمحرقه أو المحروقه ومع الوقت استقر لقب الدير ( بالمحرق )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق