الأحد، 7 يونيو 2009

باديموس الشهيد
استشهد القديس الأب باديموس Abbot Bademius حوالي عام 376م، في اضطهاد سابور ملك الفرس. نشأ هذا الأب في مدينة Bethlapat، وكان إنسانًا تقيًا، محبًا لحياة الوحدة، وقد أنشأ ديرًا ضمَّ الكثيرين، إذ كان هذا الأب قد نال شهرة عظيمة لقداسة سيرته. في عهد سابور الثاني أُلقيَّ القبض عليه مع سبعة من رهبانه، وكانوا يُضربون يوميًا ويُلقون في سجنٍ مظلمٍ. في نفس الوقت أُلقيّ القبض على رجل مسيحي يُدعى نرسان يعمل في البلاط، هذا إذ رأى العذابات انهار وقَبِلَ جحد سيده، وإذ أراد الملك أن يختبر صدق نيته طلب منه أن يقتل باديموس بالسيف. وبالفعل أمسك بالسيف وهمَّ يضرب به فيبست يده، عندئذ عاتبه الأب قائلاً: "يا نرسان، ما هذا الشر العنيف الذي انحدرت إليه حتى إنك لم تجحد الله فحسب وإنما استطعت أن تقتل عبيده؟" أمام إغراءات الملك قسَّى الرجل قلبه وحاول مرات أن يضرب بالسيف وكانت يد الله تمنعه لعلَّه يتوب، وإذ أصر سمح له الرب، فأصابت ضربته الأب باديموس فسبَّبت له جرحًا قاتلاً، نال على أثره إكليل الاستشهاد. Butler`s Lives of Saints, April 10.
بارديسيان
نقدم هذه الشخصية بارديسيان Bardesanes, Bar-Daisan (154 – 222م) لأهميتها. كان مواطنًا من الرُها تحول إلى الإيمان المسيحي عام 179م، لكنه عاد فسقط في الغنوسية، حاسبًا أن جسد المسيح خيالاً، وأنه لا قيامة للأجساد. صار له تلاميذ كثيرون، سنده ابنه هرمونيوس Harmonius في تقديم معتقداته خلال تسابيح كثيرة شيقة، حتى حُسب أب التسابيح السريانية. Smith & Wace: Dict. of Christian Biography, Vol 1, p. 250 f.
بارهادبيسابا الشهيد
في سنة 340م تعرضت الكنيسة في فارس لاضطهادٍ عنيفٍ للغاية بواسطة الملك سابور الثاني. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه استشهد القديس بارهادبيسابا St. Barhadbesaba شماس مدينة أربلا Arbela. . قُدم للمحاكمة، وإذ أعلن إيمانه وتمسكه بمسيحه تعرض لعذاباتٍ شديدةٍ. وُضع الشهيد على آلة التعذيب وقال له الجلادون: "أعبد الماء والنار، وكُلْ لحوم الحيوانات فتتحرر من هذه الآلام". أجابهم الشماس الطوباوي بوجهٍ باشٍ وملامح مبتهجة، قائلاً إن نفسه مملوءة فرحًا ونورًا، الأمر الذي لا يعرف عنه الجلادون شيئًا، هذا الفرح الداخلي والنور الإلهي يجعلانه لا يبالي بآلام الجسد. قال الشماس للقاضي: "لا تقدر أنت ولا ملكك ولا كل وسائل التعذيب أن تفصلني عن محبة المسيح يسوع. إنه وحده ذاك الذي خدمته منذ طفولتي حتى شيخوختي". أمر القاضي بقطع رأسه، ولكي يزيد الحُكم عنفًا طلب أن يقوم رجل مرتد عن الإيمان يدعى غايس أو أغاي Aghaeus بتنفيذ الأمر. وقف ذاك الجاحد جامدًا وعاجزًا عن أن يضرب عنق القديس، وإذ حاول أن يجمع كل قواه ليضرب بالسيف لم يستطع السيف أن يؤذي رقبة القديس. لقد ضرب رقبته سبع مرات وإذ لم يُصب بضرر ضرب أحشاءه بالسيف، ونال الشماس إكليل الشهادة.
باستور ويسطس الشهيدان
طالبان صغيرا السن، يُسطس كان في الثالثة عشرة من عمره وأخوه باستور في التاسعة، عاشا في عهد دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، اللذين أشعلا نيران الاضطهاد في كل موقع في الامبراطورية. كان هذان الطالبان في مدرسة ابتدائية بمدينة Compltum (دعيت بعد ذلك Acala de Henares) حين بدأ داسيان Dacian والي أسبانيا يتفنن في تعذيب المسيحيين كأمر الإمبراطورين. وإذ كان الطلبة يرون ما يحتمله المسيحيون من عذابات، إمتلأ بعض الأشرار شوقًا لرؤية المُضْطَهدين بينما تخّوف البعض عند سماعهم لقصص الشهداء، أما هذان الطالبان فإذ أنصتا إلى هذه القصص، قال كل منهما لأخيه إنه يود أن ينال نصيبه في إكليل الاستشهاد. عندئذ لم يحتمل الطالبان التأخير، ولا انطلقا إلى والديهما أو أحد أقربائهما أو حتى إلى الكنيسة، إنما ألقيا كتبهما في المدرسة وأسرعا إلى الساحة كأنهما كانا يخشيان أن تضيع منهما الفرصة. في غيرة متقدة اقتحم الطالبان الجماهير ليقفا أمام القاضي يعلنان إيمانهما بقوة وشجاعة أذهلت كل الحاضرين. استصغرها الوالي جدًا ولم يرد أن يدخل معهما في حوار وإنما أمر بضربهما بالسياط، حاسبًا أنهما لن يحتملا الكثير، لكن شجاعتهما أبهرت الكل، وإذ شعر الوالي بالخجل والخزي، ورأى الجماهير تتعاطف معهما، أسرع بإصدار أمره بقطع رأسيهما في الحال.
باخوميوس القديس
إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشدًا لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديرًا يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها. نشأته وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292م، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: "أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!"، فحزن الوالدان جدًا. في صبوته إذ حمل طعامًا للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: "لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟" وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعًا إلى بيته. قبوله المسيحية تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقاً مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع. مع الأنبا بلامون أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى "بلامون" انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة. تأسيس نظام الشركة كان القديس باخوميوس متهللاً بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها. أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك. أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهبًا. جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح هذا النظام نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضًا باليونانية الخ... أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام. 1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلاً لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلاً حيًا للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالاً لبث الغيرة بين الرهبان. 2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية. 3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. 4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمتوحدين. سمات القديس باخوميوس تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله. ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: "افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك". أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى. مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضًا بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعامًا مطبوخًا، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعامًا مطبوخًا، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهدًا، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحًا لهم ضرورة الطاعة، كاشفًا لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصًا واحداً يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته. نياحته انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348م. يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس. أثره في العالم نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبسًا الكثير من النظام الباخومي.
باخيـاروس
قدم لنا جيناديوس فصلاً عن فليسوفٍ مسيحي يُدعى باخياروس Bachiarius (فصل24)، كرَّس كل إمكانياته ووقته لله. يرى البعض أنه كان راهبًا أسبانيًا من Gallaecia وظن البعض أنه أسقف. كتب مقالاً دفاعيًا "عن الإيمان" Libellus de fide حوالي عام 383م، وجَّهه لأسقف المدينة (ربما روما)... ويرى جيناديوس أنه في هذا المقال دافع عن نفسه ضد الذين أساءوا فهم تنقلاته الكثيرة، مؤكدًا أنه لم يقم بهذه الأسفار خوفًا من الناس بل من أجل الله، تاركًا أرضه وعشيرته ليصير شريكًا مع أب الآباء إبراهيم. ويرى بعض الدارسين أن هذا المقال كان دفاعًا عن أرثوذكسيته، معلنًا أنه ترك مدينته وصار يتجول لأن مدينته سقطت في البدع المنسوبة لأوريجانوس (مثل وجود مسبق للنفس قبل الحمل بالإنسان) وهلفيديوس منكر دوام بتولية العذراء. له ايضًا مقال De reparatione lapsi وجهه إلى رئيس دير يدعى جانياروس Januarius ورهبانه، لأنهم طَردوا راهبًا ارتكب خطية بشعة ولم يقبلوا توبته، وأغلقوا أمامه باب الرجاء في العودة إلى الحياة المقدسة. وقد طلب من الراهب أن يترك من ارتكب معها الشر، ويكمل توبته، ولا يقوم بالزواج منها. لهذا المقال أهمية خاصة في الكشف عن مفهوم التوبة عند الأسبان في ذلك الحين.
باخوم الإخميمي الشهيد
سيرة هذا الفلاح الأُمِّي الذي استشهد وهو شاب مع أخته ضالشوم التي لم تبلغ سوى الثامنة من عمرها تكشف عن عمل الله الفائق، لا في احتمال الآلام فحسب وإنما في الغلبة على الوالي خلال الفكر الروحي المستنير، وكما قيل: "يكون الجميع متعلِّمين من الله" (يو 6 :45). تنيح والده موسى وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت أخته ضالشوم جنينًا في الشهر السابع في بطن أمها. احتضن رجل غني يُدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقيَّة، فسلَّم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق في الجنوب، وهي قرية تقع شمال شرقي أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عُشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة. لقاؤه مع أريانا إذ أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانا والي أنصنا في كل الصعيد ينكِّل بالمسيحيين. وإذ دخل مدينة أخميم صنع احتفالاَ ضخمًا في البربا (معبد الوثن) وقدَّم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين في أخميم وتخومها، فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعددٍ كبيرٍ ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس). عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأُمي وكان يلبس ثوبًا باليًا، تظهر عليه علامات الفقر. التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب أنه مسيحي، فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا في عنقه حجرًا كبيرًا، أما هو ففي بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر مُعلَّق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالي بعد ربطه في عجلة وكانوا في الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة تسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذي عُلِّق في عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دُهش الجند. أمام الوالي صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دُهش أريانا من أين لمثل هذا الفلاح الأُمي هذه الحكمة. وإذ أصرَّ ألاّ يبخر للأوثان أمر أريانا بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تتصبب على الأرض، والجلْد ينهال عليه حتى غُشيَّ عليه. وإذ فاق من غشيته حسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة أن يُهان من أجل السيد المسيح، ودخل مع الوالي في حوارٍ. اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن (8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالي كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها، وسقطت مغشيًا عليها. رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما في جهادهما، وكان الجند يندهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نورًا أشرق عليهما وشفى جراحاتهما. تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان إلى الوالي الذي قدَّم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور في المجامر، فلم تبالِ بكلماته. أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، وربط عنقها بسلاسلٍ، وإذ لم تنثنِ عن إيمانها ألقوها في مِرْجل به ماء يغلي، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه. قُطعت رأسيهما في 22 من كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بُنيّ دير باسمهما في قرية سفلاق لازال قائمًا. نبيل سليم: الشهيدان أنبا باخوم وأخته ضالشوم، 1967.
بابيلاس القديس
يُعتبر القديس بابيلاس Babylas أو بابيلوس من أعظم أساقفة أنطاكيا الأولين بعد القديس أغناطيوس النوراني. سيم بطريركًا على أنطاكية حوالي سنة 237م خلفًا لزبينوس Zebinus، وبقيَّ الراعي الساهر على شعب الله، السالك بروح التقوى والحب مع الحزم لمدة 13 سنة. عاصر ثلاثة ملوك، هم غرديانوس Gordian وفيلبس وداكيوس. حزم مع الإمبراطور يروي لنا المؤرخ يوسابيوس أن فيلبس كان من أصل عربي من بلاد حوران، وكان هو وزوجته سفيرا مسيحيين. عمل كجنديٍ صغيرٍ وتدرج في الرتب حتى استطاع أن يتولى الحكم خلفًا لغرديانوس بناء على طلب الجيش بينما كان غرديانوس على سرير الموت سنة 244م، وكانت الحرب دائرة بين الرومان والفرس. أخيرًا إذ استتب الأمر بعقد مصالحة مع سابور الأول ملك الفرس، قتل فيلبس ابن الملك غرديانس الذي كان قد أوصاه به ووكَّل إليه عنايته، حتى يخلو له الجو منطلقًا إلى روما بمساندة الجيش. في الطريق مرّ بأنطاكية وكان عيد القيامة قد حلّ، فذهب فيلبس إلى الكنيسة يقدم قرابينه كعادة المؤمنين. وإذ بلغ باب الكنيسة ومعه أحد كبار رجال الجيش خرج إليه البطريرك بابيلاس ومنعه من الدخول إلى بيت الله ما لم يقدم توبة صادقة عن قتله للطفل البريء، وبالفعل لم يدخل فيلبس الكنيسة وبقيّ في الخارج مع جماعة الباكين يطلب بدموع مراحم الله. بقيّ هذا الحدث في ذهن الكنيسة عبر الأجيال درسًا حيًّا وعمليًّا للرعاية الصادقة بلا محاباة، حيث يهتم الراعي بخلاص المؤمنين دون النظر إلى كرامتهم الزمنية. هنا أود أن أؤكد أن الإمبراطور ما كان يمكنه أن يقف هكذا في صفوف التائبين الباكين لو لم يشعر مع حزم البطريرك حبه له وشوقه الحقيقي لخلاص نفسه، وأدرك أنه لم يفعل ذلك عن تشامخٍ بل في اتضاعٍ. بقيّ فيلبس خمس سنوات ملكًا (244 - 249م) لم يخدم فيها الكنيسة بشيء، لا بقليل ولا بكثير، إنما يمكن أن يُقال أن الكنيسة استراحت في أيامه من الاضطهاد للعمل الرعوي والكرازي لتُجابه حلقات من الضيق الشديد بعد ذلك. كما فعلت يُفعل بك في عام 249م ثار الجند على الإمبراطور كما على سلفه وقتلوه ليخلفه داكيوس أحد أعضاء مجلس الشيوخ، وكان قد وثق فيلبس فيه وطلب منه أن يخمد ثورة الجيوش عليه لكنه خانه واحتلَّ مركزه؛ وكأن ما قد سبق فصنعه في سلفه غرديانوس ارتدَّ عليه. وكما يقول الكتاب: "كما فعلت يُفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 15). وأيضًا: "لأن كل الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون" (مت 52:26). عذاباته تولى داكيوس الحكم لمدة سنتين تقريبًا ولم يكن له عمل سوى اضطهاد الكنيسة. في أيامه أُلقيّ القبض على البطريرك بابيلاس ومعه ثلاثة أولاد أيتام أعمارهم 12، 9، 7 سنوات كان يهتم بهم البطريرك، وصار الوالي يعذب الأربعة حتى مات الأولاد الثلاثة من العذابات أمام عيني البطريرك، وأخيرًا أُلقيّ بابيلاس في السجن ليرقد في الرب من شدة الآلام، وإن كان القديس يوحنا الذهبي الفم يرى أنه قُطعت رأسه. بنى القيصر غاليوس Gallus أخ يوليانوس الجاحد كنيسة فخمة باسم الشهيد بابيلاس في ضواحي مدينة أنطاكية وذلك في منتصف القرن الرابع، وجاء أخوه يوليانوس فهدمها، فحمل المؤمنون رفاته إلى المدينة بالتسابيح. شيَّد الغربيون كنائس كثيرة في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا باسم الشهيد، لإعجابهم بغيرته وشجاعته. ويحتفلون بعيده في 24 يناير بينما يحتفل اليونانيون به في 4 سبتمبر.
باخوس الشهيد
تُعيد الكنيسة القبطية للقديس سرجيوس (أبوسرجة) في 10 بابة، والقديس باخوس Baccus أو فاخوس في 4 بابه من كل عام، وتوجد في مصر القديمة كنيسة أثرية باسم القديس سرجيوس تسمى كنيسة أبي سرجة، بها المغارة الأثرية اسفل الهيكل القبلي حيث هربت إليها العائلة المقدسة. قدَّم لنا القديس ساويرس الأنطاكي مقالاً (57) عن هذين الشهيدين قام المتنيح الشماس يوسف حبيب بترجمته ونشره عام 1969. أمام مكسيميانوس وقف الشابان سرجيوس القائد بالجيش الروماني في منطقة سوريا والعامل في المدرسة العسكرية ومساعده واخس (باخوس) أمام مكسيميانوس الطاغية شريك دقلديانوس ومثيره ضد المسيحيين، يشهدان للسيد المسيح ويرفضان التبخير للأوثان، وكان قد استدعاهما لهذا الغرض. لاطفهما في البداية، وأخذهما كصديقين له إلى الهيكل جوبيتر حيث قُدمت مائدة من اللحوم المذبوحة للأوثان، وطُلب منهما أن يشاركاه في المائدة فرفضا بإصرار، عندئذ أمر بتجريدهم من النياشين التي على صدريهما وأن يُقادا في سوق المدينة وهما مرتديان ملابس النساء لتحطيم نفسيّتهما، أما هما فبقوة الروح قالا له: "يا من تحارب الله، أتظن أنك تثبط أرواحنا بجعلنا في شكل أنثى؟ إنك تستطيع بالقوة أن تلبس الأجساد ملابس النساء، لكنك لن تلبس أرواحنا المتوثبة رداء الجبن!..." أدرك الرجلان أن هذه الثياب لن تسيء إليهما، فقد حمل السيد على رأسه إكليل الشوك وسخر به اليهود، فكان ذلك سرّ فداء للبشرية وعلامة حب إلهي للإنسان. حقًا جاءت الوصية: "لا يكن متاع رجلٍ على امرأة، ولا يلبس رجل ثوب امرأة، لأن كل من يفعل ذلك مكروه لدى الرب" (تث22: 5)، هذه الوصية يلتزم بها كل مسيحي روحيًا بمعنى أن يمارس الإنسان العمل حسب العطية والموهبة التي أُعطيت له برضى، فلا يشتهي الرجل أن يقوم بدور المرأة، ولا المرأة بدور الرجل. عاد مكسيميانوس يلتقي بهما فدخلا معه في حوار روحي بأدب وهدوء مع شجاعةٍ وحزمٍ، وإذ شعر بالخجل أرسلهما إلى أنطيوخوس والي سوريا لكي يلاطفهما ويقنعهما بالعدول عن إيمانهما لينالا كرامات عظيمة، فسافرا إلى نواحي الفرات حيث كان الوالي مقيمًا. أمام أنطيوخوس والى سوريا التقيا بالوالي الذي تفرغ لهما محاولاً إغرائهما، أما هما فكانا ثابتين على الإيمان. أمر الوالي بتعرية واخس، وتناوب الجند على جلده بأعصاب البقر على ظهره وبطنه حتى اسلم الروح تحت قسوة الجلدات، وطُرح جسمه في الصحراء فجاءت بعض الوحوش الضارية تحرس جسده بطريقة معجزية حتى جاء بعض المؤمنين وحملوا الجسد. في الليل ظهر القديس باخوس لرفيقه سرجيوس يدعوه إلى المساكن العلوية ويبثّ فيه روح الشجاعة فامتلأ سرجيوس فرحًا وتهليلاً. في الغد استدعى انطيوخوس الوالي القديس سرجيوس أمامه في مدينة روصافا Rosafa التي تبعد حوالي 20 ميلاً من مدينة بربالسا التي استشهد فيها القديس باخوس. هناك صدر الأمر بأن يسير القديس بأحذية بها مسامير مدبَّبة لمسافة طويلة، فكان يذكر القديس جراحات السيد المسيح، كما كان يردِّد كلمات الرسول: "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام". في الليل شُفيّ القديس من جراحاته فاغتاظ القاضي وأمر بتكرار الأمر في اليوم التالي. وقد حسب القديس ذلك مجدًا له، محتملاً صليب سيده، فأمر القاضي بعد فترة قصيرة بقطع رأسه (حوالي عام 303م). تُعيد له الكنيسة اليونانية واللاتينية في 8 أكتوبر. Butler’s Lives of Saints, Oct. 8.
بابياس ورفقاؤه الشهداء
من كورنثوس نُفيّ جماعة من الشبان من كورنثوس باليونان إلى منطقة طيبة بصعيد مصر بسبب إعلانهم عن إيمانهم بالسيد المسيح، وذلك في عهد الإمبراطور مرقس أوريليوس نوميريان، سنة 284م. أما أسماء هؤلاء الشبان فهي: بابياسPapias ، فيكتوريانوس، فيكتور (بقطر)، أنيسيفورس، كلوديانوس، ديسقورس، سيرابيون. إذ التقى هؤلاء الشبان بالوالي سابينوس، وقد ظهرت عليهم علامات الوقار والاتزان مع الغِنى والشرف رقّ لحالهم، وصار يحثهم بلطفٍ سائلاً إيَّاهم أن يترفَّقوا بشبابهم وينكروا مسيحهم ويخضعوا لإله الإمبراطور حتى لا يتعرضوا للعذابات المريرة وإلى فقدان حياتهم. أجابه الشباب بلطف وحزم مُعلنين إيمانهم بمسيحهم، أما عن الآلام التي هدَّدهم بها فقالوا له: "هذه هي طلبتنا التي لن نكف عن أن نسألها من ربنا خلال صلواتنا البسيطة، وإننا نشعر بسعادة عظيمة إن استجيب لنا". عندئذ عرَّضهم لبعض المتاعب البسيطة ليرى إن كانوا ينهارون أمامها، وإذ أظهروا كل ثبات عذبهم بعنف. مع الشهيد فيكتوريانوس كما اعتاد الولاة الرومان، سأل الوالي سابينوس فيكتوريانوس عن اسمه، وكانت الإجابة أنه مسيحي. هدَّده الوالي بالعذابات القاسية التي يعدَّها له إن لم يذبح للآلهة، فأجابه: "إنني أخشى الآلام الفائقة الوصف التي تنتظرني إن ارتدِّيت عن إيماني، أما عن العذابات التى تعدّها لي فإني أتقبلها حتى أنجو من العذابات التي ما بعد الحياة، هذه التي أُعدَّت لكم وللشيطان أبيكم". ابتكر سابينوس طريقة للتعذيب، إذ جاء بساق شجرة طويلة من البلوط وجوَّفها وملأها فتحات، ثم قال لفيكتوريانوس في سخرية: "أدخل إلى مخدعك الجديد". أجابه القديس: "يالك من مسكين! إنك تريد أن تسخر بي بهذه الوسيلة مع إنني أينما وُجدت أكون أنا نفسي منزلاً يسكن فيه إلهي يسوع المسيح، الذي بفضله أحتمل كل عذاباتكم". دخل فيكتوريانوس في ساق الشجرة بنفسه، ثم أُعطيت الإشارة للجلادين أن يُدخلوا أدوات حديدية مسننة من الفتحات حتى امتلأ جسد القديس من الجراحات، وكان الدم ينزف من كل جانب، وكان الوالي في سخرية يقول لعسكره: "قولوا لفيكتوريانوس الذكي أن يحمى إيمانه الذي يبشر به". أُخرِج الشهيد لكي يسحق الجند يديه ورجليه بالمطارق، ثم قطعوا رأسه بالسيف، ونال إكليل الاستشهاد. مع الشهيد سابينوس ورفقائه أمر الحاكم ببتر يديّ سابينوس ورجليه وإلقاء جسده في الاسطوانة الخشبية، وكان الشهيد يصرخ: "هذا كله يزيد من مجدي الأبدي". وإذ خرج كجثة هامدة ضربوه بالسيف، لتنطلق نفسه متهللة إلى الفردوس. أما أنيسيفورس فإذ رأى رفيقيه اللذين استشهدا انطلق بنفسه نحو الاسطوانة طالبًا من الوالي أن يُسرع بالحكم عليه، فأمر الوالي بإخراجه من الاسطوانة ليُشوى بالنار؛ لكن قبل مفارقة نفسه لجسده قطَّعوا جسمه إلى أجزاءٍ صغيرة، أما نفس القديس فكانت ممتصَّة في المجد الأبدي. جاء دور كلوديانوس فقُطع جسمه إربًا وألقيَّ بها عند أقدام زملائه الباقين لعلَّهم يرتعبون. أما سيرابيون فقُطعت رأسه، وبابياس ألقيّ في النهر، وهكذا نال الكل إكليل الشهادة، حاملين بفرح سمات ربنا يسوع المصلوب! Chéneau: Les Saints d’Egypte, tome 2, p.0 318
بابيلاس الشهيد
تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد القديس بابيلاس أو فافيلاس أو فيلاس في 28 طوبة. وهو أسقف لا نعرف اسم إيبارشيته، حاكمه نوماريوس في عهد دقلديانوس. قام بمحاولة إغرائه بمراكز زمنية فسخر بذلك. صار يعذبه مع ثلاثة فتيان، وأخيرًا قطع رؤوسهم لينالوا إكليل الاستشهاد. قابل أمر نوماريوس بفرحٍ وبشاشةٍ، ثم أخذ يصلي، وعاد ليقول في رقة للجلادين: "اكملوا أوامر الملك يا أولادي!". O’Leary: The Saints of Egypt, p. 94
بابياس الأسقف
القديس بابياس أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرىSt. Papias of Hierapolis (حوالى سنة 80 - 160م)، كما يقول القديس إيرينيؤس في القرن الثاني إنه تلميذ القديس يوحنا اللاهوتي (الإنجيلي) وصديق القديس بوليكاربوس. كان رجلاً ذا ثقافة عالية، له معرفة بالكتاب المقدس، أعطى اهتمامًا خاصًا بجمع التقليد الشفوي الخاص بحياة السيد المسيح وأقواله. فقد وضع عمله المشهور: "تفسير أقوال الرب" Expositions of the Oracles of the Lord في خمسة كتب، للأسف لم يصلنا منه إلا مقتطفات في كتابات إيرينيؤس ويوسابيوس. قدم في هذا العمل ملاحظاته على الإنجيلين بحسب مرقس ولوقا، كما أبرز الاهتمام بالتقليد الشفوي خلال شهود العيان للسيد المسيح. أول من تحدث عن المُلك الألفي بطريقة حرفية بكون السيد المسيح سيملك على الأرض، وكان يظن بذلك أنه يحقق ما ورد في النبوات، لكن الكنيسة رفضت ذلك. Rev. B. Schmid: Manual of Patrology, St. Louis 1903, p 85.
أنبا إشعياء الإسقيطي
لا نعرف كثيرًا عن حياته، لكن ما جاءنا عنه يكشف عن مدى سموّ حياته وقدراته الروحية والتعليمية حتى تسلم تدريب حياة الكثيرين من الرهبان في بدء حياتهم الرهبانية، وقد جاءت تعاليمه للرهبان المبتدئين حية ورائعة. مع القديس أرسانيوس يبدو أنه كان مسئولاً عن حياة القديس أرسانيوس في بداية رهبنته، وإذ كان الأخير يأكل صنفين بقلاً وخلاً يكسر بهذا النظام الرهباني في عهده. وقد خجل أنبا إشعياء أن يحدثه في هذا الأمر، إذ يعلم حياته الأولى كمعلم لأولاد الملوك عاش في القصر مدللاً، لكنه إذ دخل تارة قلاية أحد الإخوة المجاورين للقديس أرسانيوس يدعى زينون، ووجده يبل الخبز الجاف في ماء به ملح ليأكله بسبب الحر الشديد، وجدها فرصة لا للتشهير بهذا الأخ وإنما لتعليم أرسانيوس. أخذ الأب إشعياء الوعاء الذي به الماء ووضعه أمام قلاية أنبا أرسانيوس وأمر فدقوا الجرس واجتمع الإخوة، عندئذ قال: "يا أخي، لقد تركت تنعمك وكل مالك وجئت إلى الإسقيط حبًا في الرب وخلاص نفسك، فكيف تريد الآن أن تتلذذ ذاتك بالأطعمة... إن كنت تريد أن تأكل مرقًا امضِ إلى مصر، لأنه لا يوجد في الإسقيط تنعم". وإذ سمع الأنبا أرسانيوس، قال لنفسه: "هذا الكلام موجه إليك يا أرساني". "والعجيب أن ما فعله مع القديس أرسانيوس حدث معه شخصيًا في بداية رهبنته، إذ دخل عليه الأنبا أخيلاس في قلايته ووجده يأكل، وكان يبل الخبز الجاف أيضًا في إناء به ماء وملح، وإذ شعر بمجيء أنبا أخيلاس أخفى الإناء وراء "الحصيرة"... لكن الأنبا أخيلاس كشف الأمر، وإذ اعتذر أنبا إشعياء إنه كان يقطع سعف النخيل في الحر، وقد جفّ حلقه لذا كان يبل الخبز الجاف... فوبخه، قائلاً له: "أبا إشعياء يأكل مرقًا في الإسقيط، إن أردت أن تأكل مرقًا اذهب إلى مصر". دروس في الجهاد قيل عنه أنه حمل وعاءً ومضى إلى البيدر ليقول لمالكه: "اعطني قمحًا"، فأجابه: "وهل حصدت يا أبتِ؟" قال: "لا"، فقال له صاحب البيدر: "كيف تريد إذن أن تحصد من حيث لم تزرع؟! "قال الأب: "إذن من لا يعمل لا يأخذ أجرة"... ثم تركه الشيخ ومضى. إذ رأى الإخوة ذلك انحنوا أمامه، قائلين: "اخبرنا لماذا فعلت ذلك؟" أجاب الشيخ: "فعلت هذا مثالاً، من لا يعمل لا يتقبل من الله جزاء". إرشاداته للمبتدئين ليس شيء ينفع المبتدئين مثل (احتمال) الإهانة، فالمبتديء الذي يحتمل الإهانة يكون شجرة ترتوي كل يوم. كما أن الغصن الغضّ ينحني بسهولة، هكذا المبتدئون الذين يعيشون في الطاعة. المبتديء الذي يتنقل من دير إلى دير يشبه حيوانًا يركض هنا وهناك بسبب ذبابة خيل. قال أيضًا إنه إذ كان الإخوة مجتمعين يأكلون في الكنيسة (المبنى الملحق بها) وجبة محبة وكانوا يتكلمون فيما بينهم، انتقدهم كاهن البلسم (الفرما)، قائلاً: "اصمتوا يا إخوة، فقد رأيت أخًا يأكل معكم ويشرب مثلكم، وصلاته ترتفع إلى حضرة الله مثل النار. الصلاة أحب الصلاة في كل حين ليضيء قلبك بأسرار الله. لا تتوانى في صلوات السواعي (الأجبية)، لئلا تقع في أيدي أعدائك. اجهد نفسك في تلاوة المزامير، فإن ذلك يحفظك من خطية الدنس. الجهاد إن كنت في شيء من تعب الرهبانية ورأيت الشياطين قد انهزموا منك وانغلبوا في القتال فلا تطمئن، بل كن على حذر منهم... واعلم أنهم يهيئون لك قتالاً أشر من الأول... الصوم يذل الجسد، والسهر ينقي العقل، أما كثرة النوم ففيه خسارة العقل وجفاف العينين وغلاظة القلب. حب التعب والمشقة في كل شيء لتخفف عنك أوجاعك. الكسل يجلب علينا الأعداء، ابغض الكسل كيلا تحزن. مصادقة العظماء إن مضيت إلى رؤساء (عظماء) العالم مريدًا مصادقتهم فليس فيك خوف الله. إن شئت أن تكون معروفًا عند الله، فلا تُعرف الناس بنفسك، لأن المرتبط بأمور العالم إذا سمع الحق يرذل قائله. العفة وحفظ الحواس احفظ قلبك وعينيك فلن يصيبك بأس جميع أيام حياتك. إذا تحدث أناس بأفكار لم تبلغها ولم تُحارب بها فامتنع عن سماع كلامهم هذا، لئلا تجلب على نفسك ذلك القتال. احذر من فتح فمك بالضحك، فإن الضحك يوضح عدم وجود خوف الله. إياك أن تتمادى في ذكر خطاياك السابقة، والتلذذ بها، لئلا تنتابك الأتعاب، وإن قوتلت بزنا في أحلام الليل، فاحفظ فكرك من تذكرها بالنهار، ولا تذكر أيضًا تلك الأجساد التي أبصرتها أثناء نومك، لئلا تتدنس بلذتها وتجلب على نفسك حزنًا. ليكن فكرك منشغلاً بالله، وهو يحفظك. ابغض كلام العالم ليفرح قلبك بالله. التوبة إن قال لي إنسان: "إني أريد أن أتوب عن خطاياي"، وهو لا يزال يفعل شيئًا منها فهو كاذب. إن أخطأت في أمر ما فلا تستح وتكذب، بل اسرع وقر بذنبك واستغفر، فيغفر لك. طوبى لمن اهتم من أجل جراحاته لتُشفى، وعرف خطاياه، وطلب من أجلها الغفران. المحبة لتكن محبًا للمؤمنين لتحل عليك رحمة الله. لتكن محبًا للقديسين لتغار بأعمالهم الصالحة. لنكن محبين لجميع الناس لنخلص من الغيرة، لنكن متصالحين مع كل أحد لنخلص من الغيرة... عدم الإدانة إذا أبصرت إنسانًا قد أخطأ فلا تحتقره ولا تزدري به، لئلا تقع في أيدي أعدائك... إذا سمعت أخًا يدين آخر فلا تستح منه أو توافقه لئلا يغضب الله، بل قل بتواضع: "اغفر لي يا أخي فإني إنسان شقي، وهذه الأمور التي تذكرها أنا منغمس فيها ولست أحتمل ذكرها". من لا يدين أحدًا فقد استحق الراحة، إذا انشغلت عن خطاياك وقعت في خطايا أخيك. إن قلت أن فلانًا صالحًا وفلانًا شرير خربت نفسك.
بائيسة القديسة
وُلدت في منوف في القرن الرابع الميلادي من أبوين غنيين، ونشأت في حياة مقدسة وكانت منذ صباها تحب العبادة لله وخدمة الفقراء. إذ تنيح والداها اشتاقت أن تنطلق إلى إحدى بيوت العذارى، فقامت توزع أموالها على المحتاجين، وتأوي في بيتها الغرباء، لكن عدو الخير لم يتركها إذ استطاع بعض الأشرار أن يميلوا قلبها شيئًا فشيئًا حتى انهارت تمامًا، واستسلمت للخطية، فصار بيتها مكانًا للفساد. سمع آباء شيهيت بما حدث فحزنوا جدًا، وقضوا فترة في الصوم والصلاة من أجلها ثم طلبوا من القديس يحنس القصير أن يمضي إليها، وبالفعل أطاع، وإذ تهيأت لاستقباله، دخل وهو يرتل: "إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك معي"، ثم صار يوبخها على استهتارها وهو يبكي بمرارة. سألته عن سرّ بكائه، فأجاب أنه يعاين الشياطين تلهو على وجهها. سألته إن كان لها توبة، ففتح أمامها باب الرجاء وسألها أن تترك هذا الموضع وتنطلق معه إلى البرية. إذ مال النهار سألها أن ترقد في موضع بعيد، وإذ قام في نصف الليل رأى عمودًا من نورٍ نازلاً من السماء والملائكة تحمل نفسها. اقترب إليها ليجدها قد رقدت، فسجد إلى الأرض يشكر الله على صنيعه معها، وسمع صوتًا يقول: "لقد قُبلت توبتها في الساعة التى تابت فيها، لأنها قدمت توبة خالصة من قلبها". دفن القديس جسدها وانطلق إلى البرية يخبر الآباء بما حدث، فمجدوا الله. تعيد لها الكنيسة في الثاني من شهر مسرى.
بائيسوس
"بائيسوس" او "بئيسوس" Paesius أو بائيس من الأسماء التي كانت شائعة بين الرهبان والشهداء الأولين، نذكر منهم: 1. الشهيد بائيسوس: شهيد مصري قدم حياته مع آخرين ذبيحة حب لله في السنة الثانية للاضطهاد الذي أثاره دقلديانوس. قام بتعذيبهم والي فلسطين أوربانوس Urbanus، في قيصرية (يوسابيوس: شهداء فلسطين 3). 2. الشهيد بائيسي Paesi أو بائيسوس أو إيسي Isi: أخ الشهيدة تكله، وهما مصريان (8 كيهك)، من أبي صير غرب الأشمونين (راجع إيسي). 3. القديس بائيسوس أخ أنبا إشعياء الاسقيطي: (راجع إشعياء). 4. القديس بائيسوس أخ أنبا بيمن المتوحد: ويسمي أيضًا "بولا" أحد سبعة إخوة. 5. القديس بائيسوس أخ الأنبا بولا والأنبا بيشوي: أحيانًا يُذكر اسم "بائيسوس" عن "بيشوي".
أغربينا الشهيدة
كان ينظر إليها الغرب كشفيعة لإخراج الأرواح الشريرة وشفاء البرص وتهدئة العواصف العنيفة. يُقال أن هذه القديسة العذراء أغربينا Agrippina كانت من عائلة شريفة ثرية، تعرضت في روما لعذابات قاسية بشكر، وأخيرًا استشهدت في عصر فالريان، وربما في عهد دقلديانوس. قام ثلاث نسوة بتكفينها، هن باسا وباولا وأغاثونيس، ونقل جثمانها إلىMineo بسيسلا Sicily - غالبًا موطنها الأصلي- حيث دفنت هناك، وقد أظهر الله عجائب كثيرة من جسدها. نُقل جسدها إلى القسطنطينية حتى لا يتعرض لعبث غير المؤمنين. تحتفل الكنيسة الرومانية بعيد استشهادها في 23 يونيو. Butler`s Lives, of Saints, Jun 23.
أغربينوس البابا العاشر
ولد بالإسكندرية، وسيم قسًا، وقد عُرف بتقواه وصلاحه، لذلك عندما تنيح كلاديوس، انتخبه الشعب والأساقفة بالإجماع أسقفًا على الإسكندرية، وجلس على الكرسي في مسري سنة 167 م، في عهد مرقس أورليوس. وقد عاصر اضطهاد هذا الإمبراطور فكان يسند المؤمنين ويعظهم، بل وكان كارزًا للوثنيين، انضم منهم عدد كبير إلى الإيمان. تنيح في الخامس من أمشير سنة 178 م.
أسكلاس الشهيد
نشأ الشهيد أسكلاس Asclas في منطقة أنتينوه، وفي زيارة أريانا والي أنصنا لهرموبوليس (الأشمونيين) استدعى أسكلاس، وصار يستجوبه، وأخيرًا قال: "إذن فلتأتِ الآن، ولتذبح للآلهة من أجل سلامتك، فإنك ترى ما لديّ من وسائل متنوعة (للعذابات)". في شجاعة أجابه الشهيد: "لتجرب الآن، فترى إن كنت تغلب أنت بوسائلك، أم أنا بمسيحي!" أمر الوالي بربطه في حصان ليتهرأ جسمه ويتناثر، وإذ رآه لا يبالي قال: "حقًا إني أراه عنيدًا للغاية". أجاب المدعي: "إن اقتراب الموت منه سلبه صوابه". أجابه الشهيد: "لا، لن يُسلب مني صوابي ولا إلهي". إذ جرى ذلك بالقرب من أنتينوة، أراد الوالي الذهاب إلى هرموبوليس، فأمر أسكلاس أن يركب مركبًا، وركب هو مركباً آخر ليعبرا النيل. صرخ أسكلاس طالبًا من الرب أن يتمجد بشفتي أريانا نفسه لا إراديًا، وبالفعل توقفت مركب أريانا في وسط النيل ولم يكن ممكنًا أن تتحرك، وكأنها قد استقرت على شاطئ رملي، وإذ بدأ الخوف يملأ أريانا اضطر أن يكتب بنفسه ورقة يعلن فيها أنه ليس رب إلا إله أسكلاس وحده القادر أن يخلص، وأرسلها إليه، عندئذ تحرك المركب. لكن الوالي وقد ترك السفينة حسب ما فعله أسكلاس من فعل السحر، فصار يعذبه بالنار عند جنبيه وبطنه حتى صار جسمه كتلة من الألم. ربط عنقه بحجر وألقاه في النيل. وهكذا تمتع الشهيد أسكلاس بالإكليل. Baring- Gould: Lives of the Saints, 1872, jan 23.
أغاثون العمودي القديس
رهبنته ولد بمدينة تانيس بجزيرة ببحيرة المنزلة من أبوين تقيين خائفين الله، محبين للصدقة والعطاء، وكان قلبه يشتعل بحب الرهبنة لتكريس كل طاقاته للعبادة. وإذ بلغ خمسة وثلاثين عامًا سيم قسًا، فلازم الكنيسة، خادمًا شعب الله بكل محبة، لكن بقي قلبه ملتهبًا بالحياة والتأمل والرغبة في الرهبنة. وهبه الله سؤل قلبه فانطلق من المدينة إلى مريوط، ومنها إلى الإسقيط، فتتلمذ على جماعة من الآباء القديسين أبرام وجاورجي. أقام هناك ثلاث سنوات، فأحبه الجميع وأدركوا قوة روحه وفضائله. صلى عليه الأنبا يؤانس قمص شيهيت ومعه جماعة من القديسين ثلاثة أيام متوالية وألبسوه الإسكيم الملائكي، فصار يجاهد بالأكثر في حياته النسكية، بأصوام وصلوات بلا انقطاع. انطلاقه إلى سخا اشتاق أن يتمثل بالقديس سمعان العمودي، فاستشار الآباء بالبرية الذين استصوبوا رأيه، وصلوا من أجله، حيث انطلق من البرية إلى نواحي سخا في كنيسة صغيرة، فبنى له المؤمنون مسكنًا شبه عمود صعد إليه. كان بقلبه المتسع حبًا وبنفسه النقية يخدم الشعب، بصلواته وإرشاداته، وقد وهبه الله عطية عمل الآيات، نذكر منها: 1. في أيامه ظهر إنسان به شيطان عنيد يضل الناس، فكان يجلس في الكنيسة وحوله الشعب يحمل سعف النخيل وأغصان الشجر؛ استدعاه القديس وصلى عليه وأخرج منه الشيطان. 2. ادعت سيدة أن القديس مارمينا يكلمها، وطلبت من الشعب أن يحفروا بئرًا على اسم مارمينا ليبرأ كل من يستحم فيها من مرضه. صلى القديس على المرأة فخرج الروح الشرير، ثم ردم المؤمنون البئر. 3. ادعى شخص إنه يخرج الشياطين، إذ كان يضرب من بهم أرواح نجسة فيسكتون إلى حين، مدعيًا أنه أخرج منهم الأرواح الشريرة. استدعاه القديس لكي يحضر فلم يطع، بل استرسل في طغيانه وكبرياء قلبه. وفي أحد الأيام إذ عبر الوالي به وكان حوله مجموعة من الذين سيطرت عليهم الأرواح الشريرة، صاروا يهينون الوالي ويشتمونه. استدعى الوالي هذا الرجل وأمر بتعذيبه حتى مات. وهكذا نال جزاء كبرياء قلبه وعدم طاعته. 4. ظهرت الشياطين للقديس أغاثون العمودي في شكل ملائكة ترتل له وتطوبه؛ أدرك خداعهم، ورشم عليهم علامة الصليب ففروا مغلوبين. عاش هذا القديس مائة عام، أقام 35 عامًا في العالم قبل الكهنوت، وخمس سنوات ككاهن بتانيس، 10 سنوات ببرية شيهيت، 50 سنة في مسكنه العمودي. وأخيرًا إذ مرض اجتمع حوله كثيرون فوعظهم، ثم صلى، وأسلم الروح بين دموع الكثيرين. تعيِّد له الكنيسة في 14 من شهر توت.
أغاثونيس الشهيدة
تمتعت بنوال إكليل الاستشهاد مع الأسقف كاربس منGurdos بليديا وزوجها الشماس بإبليس من ثياتيرا كما أخبرنا يوسابيوس المؤرخ (4: 15)، وذلك أمام الحاكم الروماني في برغامس بآسيا الصغرى، في عهد الإمبراطور ديسيوس، وإن كان البعض يرى أن استشهادهم تم في عهد مرقس أوريليوس (إما حوالي عام 250م أو حوالي 170 م). نترك الحديث عن الأب الأسقف والشماس فيما بعد لنذكر هذه السيدة الخائفة الله أغاثونيس، التي وقفت أمام الحاكم بشجاعة ترفض إنكار إيمانها. لقد حاول المحيطون بها أن ينصحوها كي تنقذ حياتها وتتطلع إلى أطفالها، فأجابتهم بقوة: "أولادي معهم الله، وهو يعتني بهم". ولما هددها الحاكم بالموت كغيرها لم تبالِ. أُخذت إلى موضع الاستشهاد وإذ رُفع الغطاء عن وجهها اندهشت الجماهير لجمالها. اشتعلت النيران، فرفعت أغاثونيس صلاة قصيرة: "أيها الرب يسوع المسيح أعني فاحتمل ذلك لأجلك"، وكررت ذلك ثلاث مرات لتسلم روحها وسط النيران. تذكرها الكنيسة الغربية في 13 أبريل.
أسكلابيوس الشهيد
دُعيت مدينة أخميم بصعيد مصر "المتشبهة بأورشليم" من كثرة ما قدمت من شهداء خاصة في عصر دقلديانوس، وهي في هذا تشبه كثير من مدن الصعيد مثل مدينة إسنا، حيث تقدم الشعب بفرح لنوال إكليل الاستشهاد. كانت أخميم تسمى "إشمين". ديسقورس وأسكلابيوس من بين الشهداء المشهورين لمدينة أخميم الأنبا ديسقورس الكاهن وأخوه الأنبا أسكلابيوس الشماس، ويبدو من ميمرهما أنهما كانا توأمين، نشأ معًا وتلازما في العبادة والنسك وحتى في احتمال الاستشهاد حتى انطلقا معًا إلى الفردوس. كانا ابنيّ أرخن محب لله من مدينة أخميم يدعى أمونيوس، كان غنيًا جدًا، وقد اهتم بتربية ولديه. حياتهما النسكية إذ بلغا الخامسة عشر من عمرهما تنيح والداهما، فتفرغا للنسك في منزلهما؛ وعندما بلغا الثانية والعشرين من عمرهما تشاورا معًا أن يمضيا إلى الجبل ليعبرا إلى البرية الداخلية ممتثلين بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا. وهكذا باع الاثنان ممتلكاتهما ووزعاه على الأرامل والمحتاجين والكنائس، وتركا جزءًا يسيرًا للحاجة الضرورية، ثم خرجا من المدينة خفية إلى الجبل الشرقي حيث سكنا في واد على بعد 14 ميلاً، ولعله في هذا الموضع قد بُني فيما بعد دير "السبعة جبال" الذي ذكره المقريزي. بقيا هناك ستة أشهر وسط مصاعب الحياة، وقد حفظهما الرب من الوحوش الضارية والأفاعي، بعدها أرسلهما الله إلى شيخ قديس عابد يدربهما على الحياة الكاملة في الرب، هو القس موسياس، كان قد سكن في هذا الوادي على بعد 20 ميلاً منهما منذ زمن بعيد. كان يسكن معه إخوة يتتلمذون على يديه حول عين ماء، لا زال النبع قائمًا إلى الآن في الجبل الشرقي وإن كان يصعب الوصول إليه. بقيا مع بقية الإخوة تحت قيادة هذا الشيخ لكنه لم يمض سوى ثلاثة أشهر بعدها انتقل إلى الفردوس. وقد استدعاهما قبيل تسليم روحه وباركهما وأعلن لهما أن ديسقورس يكون قسًا وأسكلابيوس شماسًا، وأنهما سيتحملا متاعب كثيرة حتى ينالا إكليل الشهادة، وإنهما يكونا سر بركة وخلاص نفوس كثيرة تقبل إلى الإيمان بالسيد المسيح، وقد انتقل الشيخ في السابع من شهر بؤونة. بقيا فترة مع الإخوة ثم عادا إلى مسكنهما الأول يمارسان الحياة النسكية بأكثر اجتهاد، متذكران كلمات أبيهما موساس وحياته، خاصة تواضعه ومحبته وتأمله في الكتاب المقدس، وقد تعرضا لحروب شيطانية كثيرة. سيامتهما إذ نزل الناسكان يومًا إلى المدينة ليبتاعا ما يحتاجان إليه، أمسكهما أهل المدينة ومضوا بهما إلى الأنبا تامسطكلا أسقف المدينة فسام ديسقوروس قسًا وأسكلابيوس شماسًا، وقد عادا إلى الجبل بعد السيامة، حيث اجتمع حولهما كثير من الإخوة يتتلمذون على أيديهما. كما أشادا كنيسة صغيرة بالجبل لكي يتقرب الكل فيها، تحولت إلى مركز روحي حيّ، يقدم إليه كثيرون لطلب المشورة والتعزية وسماع كلمة الله، وقد وهبهما الله عطية الشفاء وإخراج الشياطين. وقد عاش هذان القديسان في هذه البرية 45 عامًا مع إخوة بفرح شديد يمارسان حياة التسبحة كأنهما في الفردوس. قيل أن الأنبا أوضاكيوس أسقف أخميم زار القديسان حيث اجتمع بهما مع بقية الآباء والرهبان، وأيضًا جمهور كبير من الشعب كان قد قدم لنوال البركة، فتحدث الأسقف إليهم وأنبأهم بما سيحل بالقديسين والرهبان مع رجال الدين والشعب بأخميم عندما ينحرف دقلديانوس عن الإيمان، وكان يشجع الكل على احتمال الاضطهاد بفرح. موجة الاضطهاد إذ كفر دقلديانوس أثار الاضطهاد على الكنيسة، وجاء أحد الولاة يدعى أرمانيوس إلى أخميم حيث استقبله أكابر المدينة وعظمائها وكهنتها وشعبها، أما الأسقف أوضاكيوس فكان قد تنيح من شهرين. أعلن أرمانيوس منشور دقلديانوس، وطلب منهم أن يبخروا للأوثان فهاج المسيحيون رافضين ذلك. دهش أرمانيوس إذ لم يجد بين مستقبليه أبسكندة الكاهن العظيم للوثن، فسأل عنه الكهنة الذين ذهبوا إليه يخبرونه بأن الوالي يسأل عنه وإنه يحمل هدايا كثيرة، فأجابهم أبسكندة أنه قد صار مسيحيًا، وبدأ يكرز لهم حتى آمن الكثير منهم. أعد أرمانيوس حفرة ضخمة ليحولها إلى أتون يحرق فيها النصارى الذين يرفضون التبخير للأوثان. نزول القديسين إلى أخميم ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديسين ديسقورس وأسكلابيوس لينزلا إلى أخميم وينالا مع الشعب إكليل الشهادة، ففرحا بهذه الدعوة، وأقاما رئيسًا للإخوة يدعى الأنبا بطرس عوضًا عنهما. في أخميم دخل الناسكان الكنيسة ليجدا كل الشعب ومعهم أبسكندة وبعضًا من كهنة الأوثان البالغ عددهم حوالي السبعين وأيضًا بعضًا الشعب الوثني هؤلاء الذين قبلوا الإيمان ونالوا سر العماد بفرح. فتحدث القديس ديسقورس بقلب ملتهب عن الاستعداد لنوال إكليل الاستشهاد. بعد أيام قليلة جدًا (ربما بعد يوم أو يومين) اجتمع الكل في الكنيسة بالليل ليحتفلوا بعيد الميلاد المجيد، وقد رأس الصلاة الأنبا بانوديون الأسقف، وكان قد حضر مع الوالي أرمانيوس موثقًا، فتركه الجند لعله يتراجع عن إيمانه... أما هو فانطلق إلى الكنيسة وبقي ساهرًا مع الكل يحتفلون بالعيد. سمع الوالي بذلك فأخذ جنده وانطلق إلى الكنيسة في الصباح، واستدعى أرخنين من الكنيسة، وسألهما أن يتركا الإيمان ويستميلا بقية الشعب عن هذا العصيان لدقلديانوس، فأبيا رفض الإيمان وسلما عنقيهما للسيف، عندئذ صرخ الشعب في الكنيسة يعلن إيمانه. انطلق الجند إلى الكنيسة وقتلوا أولاً أبسكندة وكهنته، ثم سحبوا الأسقف والناسكين والرهبان ليوثقوهم، وضربوا بالسيف كل الشعب المجتمع للعيد. انتشر الخبر سريعًا في الكنائس الأخرى بالمدينة، فصارت الجموع تأتي إلى هذه الكنيسة لتشهد منظر طغمة من الملائكة نازلة من السماء، كل ملاك يحمل إكليلاً ليقدمه لشهيد، فكان الكل يتهافت على نوال إكليله. ويقدر عدد الشهداء في يوم ميلاد الرب (29 كيهك) بحوالي سبعة آلاف ومائتين شخصًا، وكأنهم في موكب نصرة ينطلق مع شهداء بيت لحم لينعم بالفردوس. في السجن أخذ الوالي يوبخ الأسقف بانوديون بأنه مثير للشغب وأنه هو السبب في قتل هذه الآلاف ثم أمر بسجنه. واستدعى الأنبا ديسقورس وصار يعذبه، وبالليل سجنه مع أخيه والرهبان الذين معهما. في الصباح (30 طوبة) استدعى ديسقورس ومن معه وقد لاحظ أنهم محلولي الرباطات، فصار يوبخ رئيس الجند أكوديوس المنوط بحراسة السجن متهمًا إياه أنه ارتشى مع جنده ليحلوا هؤلاء الرجال. وكانت المفاجأة أن أكوديوس ومساعده فليمون وأيضًا الجند قد أعلنوا أنهم قبلوا الإيمان المسيحي، فأحرق الوالي الجند بالنار. زكريا وأبوه قيل أن رجلاً كان واقفًا يرى هذا المشهد ومعه ابنه الصغير زكريا، فصار الابن يصرخ قائلاً أنه يرى ملائكة تنزل من السماء، وتقدم أكاليل مجد للجند وسط النار. فصار الوثنيون المشاهدون للمنظر يتعجبون لذلك. وإذ سمع الملك بالأمر أصدر أمره بقطع لسان الابن. انطلق الأب الوثني حزينًا على ابنه وقد صار الدم يندفع من فمه، وجموع من الوثنيين يواسونه، وإذا برئيس الملائكة ميخائيل يشفي الولد فيؤمن كثيرون بالسيد المسيح. فأحرق الوالي زكريا وأباه وقتل بالسيف الذين آمنوا، وكان ذلك في الثلاثين من كيهك. مع أولجيوس وجنده إذ جاء المساء أمر الوالي رئيس جند يدعي أولجيوس أن يضبط ديسقورس ورجاله في السجن، وكان أولجيوس وهو وثني يخاف الله ويتطلع إلى هؤلاء الرجال كأنبياء، لكنه كان ملتزمًا بتنفيذ أمر الوالي. كبّل الرجال بالقيود وبقى مع جنده حارسًا للحبس وهو مرّ النفس... فظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديس ديسقورس كالمرة السابقة وجمعه بأولجيوس ورجاله، وصار يكرز له، حتى إذا جاء الصباح استشهد أولجيوس ورجاله كمؤمنين، دخلوا الأتون الذي أعده الوالي بفرح شديد. وتعرض القديس ديسقورس لأتعاب كثيرة في ذات اليوم، وكان ببشاشته وشجاعته يجتذب الكثيرين من الوثنيين، وقد استشهد معه جموع كثيرة. خلاص أرمانيوس عاد أرمانيوس إلى القصر وهو حزين القلب من أجل الدماء الكثيرة التي سُفكت في أيام قليلة وأخيرًا نام، وإذ بديسقورس يظهر له بمجد عظيم ليوقظه. ارتعد الوالي الذي لم يعرف ديسقورس في البداية من أجل بهاء المجد الذي له، وإذ أخبره عن نفسه اختفى، فآمن الوالي بالسيد المسيح واعترف بذلك أمام دقلديانوس، واستشهد مع بعض أصدقائه بالسيف. إبراهيم صبري: مجموعة القصص المسيحية
أسطاسيوس الشهيد
لقرون طويلة كانت الكنيسة في الشرق والغرب تحتفل بعيد استشهاد القديس أسطاسيوس أو أستاثيوس أو أوسطاس Eustace، وقد حوت قصته بعض الأحداث حسبها المؤرخون أنها مسحة من الخيال. كان يدعي بلاسيداس أو فلاكيداس Placidas، وكان أحد وزراء مملكة الرومان، وقائدًا باسلاً في عهد الإمبراطور تراجان. لم تكن له معرفة بالله لكنه كان شديد العطف على الفقراء، مترفقًا بكل الوثنيين، ورعًا في سلوكه. وإذ كان يصطاد كعادته في الجبال رأى من بعيد مثال صليب مرتفع بين قرون أيل والسيد المسيح مصلوبًا عليه، وسمع صوتًا يناديه: "فلاكيداس، لماذا تضطهدني؟" فارتبك الوزير في الحال، وسأل عن ذاك الذي يضطهده، فجاءه الصوت: "أنا يسوع المسيح" وكان ذلك في منطقة Guadagnolo ما بين تيفولي وفالسترينا Palestrina. عاد الرجل إلى بيته يروي لزوجته وولديه ما قد حدث معه، ثم التقى بأسقف روما الذي علمه الإيمان وعمده ودعاه "أسطاسيوس" بذات الاسم الذي طلب منه الصوت أن يُسمى به، وهو يعني "الناجح" أو "الثابت" كما اعتمدت زوجته ثاوبستي (المتكلة على الله). وابناه أغابيوس (حبيب) وتاؤبستس (المتكل على الله). حلّ بالرجل نكبات متوالية إذ فقد عبيده وجورايه وأمواله، بل وحينما خرج من روما بسبب الفقر أخذ منه النوتية زوجته بسبب عجزه عن دفع الأجرة. تقول القصة إنه حمل أحد ولديه ليعبر به نهرًا وجاء ليجد الآخر قد خُطف ثم عاد ليجد الآخر غير موجود، وبقى وحيدًا يعمل كحارس بستان، يعيش في مخافة الله بروح التقوى. مرت السنوات وكبر الولدان، والتقيا معًا خلال أحد الحروب وتعرفا على بعضهما البعض، وكان التعارف قد تم في بستان كانت والدتهما تعمل فيه فصار الثلاثة معًا بفرح عظيم. إذ تولى أدريان الملك سمع عن أسطاسيوس وما حلّ به فأقامه قائدًا بروما، وعاد إلى غناه، وصار يترفق كعادته بالفقراء. سمعت زوجته بأمره فأخذت ولديها والتقى الكل معًا بروما، وعاشوا في سلام. إذ عرف أدريان الملك بعد ذلك أن أسطاسيوس وعائلته مسيحيون أمرهم بالتبخير للأوثان فرفضوا. وإذ أراد التنكيل بهم ليكونوا عبرة لكل روما، جاء بهم إلى ساحة الاستشهاد وأطلق عليهم الوحوش المفترسة الجائعة فلم تؤذهم، بل صارت هادئة وديعة، تأنس لهم. اغتاظ الإمبراطور فصار يعذبهم وأخيرًا وضعهم في قزان وأوقد النار تحتهم حتى أسلموا الروح وتمتعوا بإكليل الاستشهاد. تعيِّد لهم الكنيسة الغربية في 20 سبتمبر، والكنيسة القبطية في 27 من شهر توت. إنها قصة رائعة من جهة إعلان الله ذاته لذاك الذي يحب الفقراء ويشتاق للحياة التقوية... يحمله معه إلى الصليب ليهبه شركة أمجاد الأبدية!
أبونديوس الشهيد
إنها قصة شهيد روماني يشهد لمسيحه واهب القيامة وهو في طريقه للموت! يوجد في متحف اللاتيران جزء من قبرية (كتاب على قبر) وجدت في Rignano التي تبعد 26 ميلاً من روما، ويُعتقد أنها خاصة بالشهيد أبونديوس Abundius الذي يحتفل الغرب بعيده مع رفقائه في 16 سبتمبر. جاء في هذه القبرية: "في روما، في طريق الفلامينيان Flaminian، أمر الإمبراطور دقلديانوس بقتل الشهدين القديسين أبونديوس الكاهن وأبونداتيوس الشماس مع الرجل الشهيد مارقيان وابنه يوحنا الذي أقامه أبونديوس من الموت، قتلوا بالسيف على بعد عشرة أميال من المدينة". قيل أنه قد طلب من الكاهن وشماسه أن يبخروا لهيراقليس فرفضا، لذا أُلقيا في سجن Mamertine لمدة شهر، ثم اُستدعيا ليعذبا ويُدانا. وفي طريقهما للاستشهاد التقيا بالسيناتور مارقيان الذي كان يبكي ابنه الميت يوحنا. طلب القديس أبونديوس أن يُقدم له الجثمان، وإذ صلى إلى الله وهو مقيد قام الميت باسم يسوع المسيح واهب الحياة. آمن مرقيان وابنه بالسيد المسيح ورافقا القديسين الكاهن وشماسه ليستشهد الكل في نفس اليوم معًا، وقد دفنوا في مقابر الأم ثيؤدورا بالقرب من Rignano في طريق فلامينيان. Butler`s Lives Saints, Sept. 16

الاثنين، 1 يونيو 2009

القديســـــــــــه أبولليناريــــــــــا

القديســـــــــــه أبولليناريــــــــــا

[COLOR="Red"]نشــــــــــــــاتهــــا :
+ هى الأبنة الكبرى لأنثيميوس الوصى على أمبراطورية الشرق يام ثيودوسيوس ونشأت على حب الفضيلة واتلعبادة المسيحيه ولما بلغت سن الزواج أصرت على أن تعيش حياتها للرب كل وقتها .الزيارة إلى اورشليم :
+ أشتاقت هذه المباركه لزيارة الاماكن المقدسة بأورشليم فأستأذنت والديها فوافق وارس معها حرساً أمنبراطورياً مع عدد من الوصيفات وخدام القصر .. وذهب هذا الوفد إلى أورشليم وقديستنا فرحة ومبتهجة القلب بهذه الزياره عائشه فى صلوات وعباده بقلب مملوء من الحب الإلهى رافضه كل الدعوات التى وضعتها لها السلطات الرسميه والأساقفه ، فقد أصرت ان تسلك فى هذه الأرض بما يليق بحاملى الصليب فذهبت إلى الأسكندريه وزارت دير مار مينا وذهبت لإلى الأسقيط لزيارة الآباء المتوحدين ثم رحل الوفد فى طكريقه وبعد المسير عدة ساعات أمس الليل استراح الكل بجوار عين ماء .
الهروب من الحاشيه :
+ ولما اطمئنت القديسه أن الحاشيه قد استغرقت فى النوم قاما وأخذت تصلى لكى يرشدها الله لما هو نافع لخلاصها فقامت وغيرتملابسها وتزيت بزى راهبا(كانت قد احضرته معها) وتركت المكان فى هدوء دوون أن يشعر بها أحد من الحاشيه سائره فى الصحراء الواسعه .
+. فلما استيقظ الوفد المرافق لها لم يجدها لكن عثروا على مبسها التى نزعتها عنها فعلموا انها قد هربت ... واضطر والى البلاد ان يكتب لابيها كل ما حدث بالتفصيل .. وقد عاشت هذه القديسه فى البريه فى حياه جديده ليس بها من يرشدها لكن الله كان هو المرشد لها والمعزى لكل ما يحل بها من أتعاب ومع مر السنين تغيرت ملامحها من كثرة النسك وسمعت صوت يقول إذا سئلت عن اسمك فأجيبى بثبات اسمى دورثيؤس
.
مقابلتها بالقديس مقاريوس :
+ وقد أرشد الرب القديس مقاريوس بها وأخفى عه أنها أمرآه فظنها شاباً يطلب الرهبنه فأعطاه مغارة قضت فيها سنوات تمارس حياتها النسكيه .
الأخـت المريضـه :
+ بعد سنوات تعرضت أخت أبولليناريا لمرض شديد حار فيه الاطباء فلم يستجيب للعلاج فتكلم احد المقربين للملك ان يرسلها إلى آباء الاسقيط بمصر لكى يصلوا من أجلها لكى تشفى ،فوافق الملك وتم تجهيز الوفد المرافق لها متجهاً إلى البريه .. وفد دبرت عناية السماء ان يذهب الوفد إلى القديسمقاريوس الذى ارسلها الى ذلك العابد الناسك (دورثيؤس) دون ان يعلم انها اختها .
أبولليناريا وأختهـــــا :
+ عرفت الراهبه أوليناريا أختها ولكنه اختها اتلمريضه لم تعرفها وذلك لانها متنكره فى زى راهب فلم تستطيع بوليناريا ات تضبط تأثرها فكانت تبكى بكاء شديد .. فأدخلتها قيتها وصلت عليها فخرج الروح النجس فأخذت تقبلها وتعانقها فلما خرجت اختها المريضه من عندها وهى لا تعرفها ذهبتت الى الكنيسه ثم اتجه الوفد المرافق الى القسطنطينيه حيث كانت كل المدينه فى انتظارهما .
عودة الغائــــــب :[/COLORذه]+ وصلت الأبنه والوفد المرافق بعد ان نالت نعمة الشفاء حيث فرح ابيها بها جداً وقصت عليه كل ما حدث فاندهش والدها لهذا الراهب الذى نالت الشفاء ببركة صلواته وزاد ن اندهاشه كيف وهو راهب بُقبل فتاه وأمر بأحضار هذا الراهب الذى أرسل غليه بعض من رجله وبناء على أمر الطاعه من القديس مقاريوس ب معهم .
اكتشــــــاف الحقيقـتته :
+ ولما وصل الوفد إلى القصر ومعهم الراهب دورثيئوس أستقبل بكل إكرام .. ولما استفسر الملك عما صدر منه من تصرفات لأبنته .. ففكرت القديسه أن تكتم الامر ولكنها خشيت ان يلحق بالرهبان سمعة سيئة وكذلك لاختها .فقالت للملك عاهدنى أن تتركنى من حيث اتيت واقول لك السبب فقال الملك : نعم .. وهنا ..
+ نزعت الراهبه القلنسوه والشال من على رأسها وقالت انا ابنتكم أبولليناريا فلما قالت ذلك وقع ابيها الملك عليها وأخذ يقبلها وكذلك الملكة واحتها وحدث صياح وافراح كثيرة فى القصر وألح عليها أن تبقى معهم فمكثت عندهم فترة قصيرة ثم ذكرت والدها بالعهد الذى قطعه معها بأن يتركها تذهب إلى مغارتها فتركها بإكرام جزيل
.
نيــــاحتهـــا :
+ ذهبت القديسه الى بريتها وبعد عدة سنوات أستدعت القديس مقاريوس وعرفته بقرب رحيلها واوصته أن تدفن بملابسها ورقدت فى الرب بعد حياة حافلة بالجهد والمغامرات الروحية فى سبيل محبتها للرب يسوع .
بركة صلوات هذه القديسه تكون معنا جميعاً أمين

القــــــديسه بيلاجيــــا التائبــــه

القــــــديسه بيلاجيــــا التائبــــه

+ تربت على المبادئ الخاطئه فلا عجب أن نسلك فى حياتها كخاطئه ليس لها ضوابط تعيش كحياة الخنازير متمرغة فى وحلة الخطيه .
لما كبرت نزلت إلى ميدان العمل ليس من أجل لقمة العيش ولكن من أجل أن تشبع بخطيئة النجاسةلذلك عملت راقصه فكانت تقف أمام المرآه لعدة ساعات لتظهر فى أجمل صوره أمام معجبيها وطالبيها وتعرى جزء كبير من جسدها وتغطى الجزء الآخر بما تمتلكه من جواهر ثمينة لتزيد من رغبة البيها ثم تنزل من قصرها ومعها الوصيفات وتمتطى بغً أبيض مزركش الشكل وتسير فى موقف كبير وسط راغبيها ممن أفتنهم جمال العالم الزائل وشهواته النجسه وقد كانوا يطلقون عليها مرجريتا ( كلمة يونانيه بمعنى جوهره) وفعلاً أنها كانت جوهرة الخطيئه وبؤرتها .. ولكن مراحم الله كثيرة فى أن يجعل اكبير الخطاه اعمدة الكنيسه ومثولتها الطيبه مثل مريم المصريه ومريم المجدليه وبائيسه وتاييس والله يعمل المعجزات .
مجمـــــــع أنطـــــاكيــــه :
+ أنعقد مجمع بأنطاكيهخ بدعوة من بططريركها فحضره عدد من اساقفه من بينهم الأب نونيوس اسقف الرها وكانت سيرة هذه الخاطئه على ألسنة الجميع وإذ رأى المجمع وهم ذاهبون الى مكان اجتماعهم هذه الخاطئه بموكبيها الخليع طرق الآباء رؤسهم إلى الأرض ماعدا الأب الوقور نونيوس الذى آخذ ينظرها ثم قال للحاضرين أنظروا هذه المرآه كم من لوقت أخذت تتزين أمام المرآه لتظهر لمعجبيها فى أبهى صوره ونحن متكاسلون غير مهتمين كيف نجذب النفوس المؤتمنين عليهم (أى حظيرة المسيح ونرضى قلب الله القدوس ).
الأب الحنون نونيوس يصلى من أجلها :
+ أغلق هذا الآب باب قلايته وأخذ يصلى صلاه طويلة وهو متأثر ومتوجع القلب من أجل هذه الخاطئه التى اصبحت فخاً لسقوط الكثيرين فى هذه المدينه وإذ نام رأى فى حلم : أن طائر قبيح المنظر يحوم حول المذبح وهو يقدس القربان ولما انتهى من التقديس نظر الى فوق فوجد الطائر القبيح يتجه الى جرن المعموديه ويغطس ثلاث مرات ويخرج بدل منه حمامة جميلة المنظر .
+ وفى صبح اليوم التالى وأثناء العظه التى كلها حماس عن التوبة والدينوتة العتيده دبرت عناية السماء واستجابت لصلوات هذا الأب فقد كان من بين الحاضرين بيلاجيا التى حضرت تسوقها عناية السماء ولما سمعت هذه العظه ارتعبت وفكرت فى بداية جديدة تاركة ما اخذته من الخطيئه وكتبت رسالة إلة هذا الأب قام بتسليمها غلام من اتباعها كتبت تقول :

+ الى تلميذ المسيح القديس
+ من تلميذة الشيطان وأمرآه خاطئه
+ لقد سمعت عن محبة الله للخطاه والزناه .. فلا ترذلنى إذ أنا راغبة أن أرى بواسطتك المخلص .
+ حينئذ اجتمع الأب نونيوس بالأساقفه وقرأ عليهم الرساله وسمح بحضورها فحضرت باكيه نادمه تحت قدمى ذلك الأب الحنون الذى أعطاها الرجء ولما تأكد من صدق توبتها أعطاها سر المعموديه المقدس .

العــــــــــدو الحــــــــزين :

+ بينما كانت بيلاجيا على سلم التوبة وإذ بالشيطان حزين جداً لما أحدثت عنده من خسائر لأنه كانت تعمل لصالحه فخضر شيطان الزنا وتكلم مع فكر يرجيا قائلاً لها :
+ أخبرينى ياسيدتى مارجريتا .ألم تكونى غنيه بالذهب ألم ألتزم بأدخال البهجة والفرح إلى قلبك أخبرينى حتى أرضيكولكن تجعلى هزءاً وسخرية للمسيحيين . فلما جال بفكر بيلاجيي هذا الكلام رشمت نفسها بعمة الصليب المقدسه وقالت بعد أن نفخت فى الشيطان :إلهى الذى اختطفنى من بين مخالبك وأخرجنى إلى حجاله هو نفسه سوف يحاربك عنى .. وللتو أختفى الشيطان .

بـــــــــــرهان المحبـــــــــه :
+ جمعت هذه الطوباويه كل مقتنايتها وأعطتها لأشبينتها رومانا التى اعطتها بدورها الى الأسقف الذى وزعها على الفقراء والمساكين .. أما هى فحررت كل وصيفاتها وقالت لهم :
+ اسرعوا وحرروا نفوسكم من هذا العالم الخاطئ الغير مستحق .. حتى أنه كما كنا معاً فى تلك الحياة الدنسه نحيا معاص فى حياة جديدة مملؤه بالقداسة والبر .

بيلاجيـــــوس النـــاســـــــــك :
+ اتفقت بيلاجيا مع مرشدها الأب نونيوس أن تتوحد فى اورشليم بعد أن تغير ملامحها فأذن لها .. وغيرت القديسة ملابسها وحلقت شعر رسها وخرجت ليلاً من عند الشماسه رومانا صديقتها وانطلقت الى اورشليم وسكنت فى مغاره على انهاراهخب .. واستمرت فى لاه وحياه نسكيه شديده ومقاومة لأفكار الخطيئة مدة اربع سنوات تقريباً بكل تقوى (صابره على كل ضيق وألم ففاح عبير وعطر قداستها فى كل مكان ).
+ وقد أرسل الأب نونيوس شماسه الخاص للاستطلاع عن أحوالها قئلاً له خذ بركة الأب بيلاجيوس لأنه رجل ناسك فذهب إليه واستنفع بصلواته . ثم ذهب الشماس مرة آخرى وطرق الباب ولما لم يرد أحد عليه ذهب وأخبر الأب نونيوس وحضروا لآباء وإذ بالقديسة قد انتقلت من هذا العالم وساعة تجهيزها للدفن وجدوها إمرأه .. فعرفهم الأب مونيوس بقصتها وقال .أحمدك ياربى يسوع إذ بك كنوز مختفيه فى كل الأرض إذ ليس لك رجالاً فقط بل ونساء ايضاً
بركة صلوات هذه القديسه تكون معنا جميعاً أمين
__________________

تكملة سيرة القديسه مريم المصريه

وتكمل هذه القديسه حديثها وتقول :
+ثم اعتزلت بعيداً عن جموع المصلين واخذت ابكى بكاء مراً وبعد ذلك قمت واردت أن أدخل الكنيسه فدخلت بدون اى عناء وسجدت أمام القبر المقدس ولم اكن اعرف كم من الوقت أخذته وأنا أبطى وأطلب ارشاد من الله كيف أسير فى حيياتى الجديده فسمعت صوتاً يقول لى :(اعبرى الاردن فهناك تجدين مكاناً لخلاصك) وقبل ذهابى إلى شاطئ الاردن وجدت كنيسة يوحنا المعمدان فاعترفت هناك وتناولت من الأسرار المقدسه وأعطانى رجل ثلاث خبزات وعبرت الاردن ولما رست السفينه نزلت منها وأبصرت الصحراء الشاسعه وأخذت أسير فى الصحراء لا اعرف كم من الوقت مشيت ولى الآن خمسة واربعين عاماً لم يتركنى الرب ولم يتخلى عنى .
+فقال لها الاب زوسيما كيف امضيتى هذا الزمن الكبير وما هى طبيعة أفكارك وحروبك مع قوات الظلمة ؟
+ من ناحية طعامى كنت اقتات من حشائش البريه أما الافكار فأقلقتنى سبعة عشر عاماً وأنا فى حروب مع الشياطين فيذكروننى بسيرتى الأولى وما ارتكبته من فجور تاره وبشياطين الشهوة تارة اخرى بشيطان الكآبه واليأس من مراحم الله وفى كل ذلك كانت معونة الله تشملنى ثم تأقلمت بعد ذلك بهذا الوضع أما ملابسى فتهرأت ولم اعد استر جسدى بشئ سوى بردائك الذى اعطيته لى محتملة حر الصيف وبرد الشتاء ولكن الله كان لى ستراً وغطاً ومنذ دخلت هذه البرية لم أرى وجه أنسان سوى قداستك ياابى .
+ فلما سمع الاب زوسيما مجد الله كثيراً على رحمته بالإنسان ..وأحس أنه يوجد أكثر وأكبر منه فى القامه الروحيه من نسك والعباده وقد طلبت منه القديسه أن يحضر فى مثل هذا الوقت ومعه الاسرار المقدسه لكى تتناول وقد حضر الأب زوسيما بعد عام وقدم لها الاسرار المقدسه كما طلبت . ثم طلبت منه الحضور وأوصته الا يخبر أحد بسيرتها الا بعد نياحتها .
.
نياحتهــــــــــــــا
فلما حضر الأب زوسيما فى العام التالى وجدها نائمه على الارض وكتبت على الارض تقول اذكرنى ياابى فى صلاتك فوجدها قد تنيحت ورأى أسداً واقفاً بجوارها وعند رأسها مكتوب (أدفن مريم المسكينه فى التراب الذى أخذت منه ) فتعجب من الكتآبة ومن الأسد وفيما هو مفكر كيف يحفر الارض لمواراتها تقدم الاسد وحفر الارض بمخالبه فصلى الاب عليها ودفنها وكانت جملة حياتها سته وسبعين عاماً وتنيحت فى السادس من شهر برموده عام 421 ميلاديه .
بركة صلوات هذه القديسه فلتكن معنا جميعاً أمين
__________________

مــــــــــــــريم التــــــائبهنشـــــــــــــــــاتهــــــا :

مــــــــــــــريم التــــــائبهنشـــــــــــــــــاتهــــــا :
+ ولدت هذه القديسه فى مدينة الرها وتيتمت فى سن الطفوله فلم تتمتع كما يتمتع الاطفال .. لكن عناية الله قد دبرت الآتى :
الأنبا ابراهيـــــــــــــــيم :
+ أتى بعض جيران هذه لطفلة بعد موت والديها الى القديس المتوحد أنبا إبراهيم وذلك لانه عمها بالجسد وقد فكر هذا الاب فى كيفية تربية هذه الصغيرة .. واهتدى تفكيره إلى ان يسكنها فى الغرفة الداخلية لقلايته .. وأخذ يقوم بتدريبها فى حب وحنان أبوى معلماً إياها طريق الفضيلة .. فشبت على حب العبادة والنسك .

رهبنـــــــة القـديســة :
+ لما كبرت الصبيه ووصلت إلى سن الشباب وبناء على رغبتها أاقام لها عمها الأب إباهيم قلايه بالقب منه وكان يرشدها على كيفية الانتصار على حرب الشيطان .. وقد اقامت هذه الراهبه فى قلايتها تنمو فى القامة الروحية ناظره إلى حياة التقوى والفضيلة وإلى مسيحها الذى احبها وسلم نفسه عنها .. وقد استمرت على هذا الحال الى أن بلغت العشرين من عمرها .
[
COLOR="Red"]المعاشرات الردئيه تفسد الاخلاق الجيده
:
+ وقد دبر عدو الخير حيلة مكرة لأسقاط الراهبه المتوحده فكان فى فى ذلك الوقت يتردد على الأنتب ابراهيم أحد الاخوة لكى يسترشد به فى حياته الروحية فنظر ذات مرة هذه الراهبه .. ومن ناحية آخرى استمال الشيطان قلب القديسه الى حياة الفتور الروحى فتردد هذا الشاب على معلمه كثيراً ولكن بغرض ان ينظر إلى تلك الراهبه نظرات شريره . ولما تحين الوقت المناسب لخروج الاب ابراهيم ليتمشى ويتأمل فى البرية ذهب إلى تلك القديسة .. وسرعان ما استمال قلبها إلى الخطيه فسقطت تلك القديسه فى خطية الزنا مع هذا الشاب .
شيطان الكآبه واليأس :
+ أراد الشيطان أن يقتلع جذور هذه الفتاه من تربة الرهبنه وبعد هذه السقطة الشريرة .فملك عليها شيطان الكآبه واحست بشناعة الأثم الذى ارتكبيه .واخذت تلطم خديها وتنتحب وتبكى بشده وتمنت الموت ومع ذلك منعها شيطان الخجل من أن تقدم توبة وتعترف وملك عليها شيطن اليأس واخذت تقول فى نفسها ماذا سيفعل عمى انه سيموت حزناً علىّ لقد اغلقت جميعاً أبواب المراحم الألهيه فى وجهى لاننى نجسه ولست بمستحقه أن أنطق بسم إلهى وقالت فى نفسها لا فائده .
الخروج الحزين :
+ خرجت القديسه الساقطه من البريه قاصدة العالم دون ان يعرف عمها ومرشدها الروحى بما حدث لها . ونزلت فى أحد المدن وهناك أجهز عليها الشيطان ودبر لها مكان عباره عن بيت للرزيله ومكثت هناك تمارس الخطيئه حوالى العامين كان خلالها القديس ابراهيم فى حيرة شديدة وارتباك و يعرف عنها شئ وظن انها تركت المغاره قاصده أحد الأماكن فى البريه للتأمل والنسك ولكنه طال انتظاره فتزايد فى قلقه ومخاوفه عليها

القديس ابراهيم يرى رؤيا :
+ وقد وضع أنبا أباهيم قلنوناً على نفسه بصوم زائد وصلوات كثيره ودموع غزيره الى أن يكشف له الرب ما حدث بنة اخيه .. فبعد وقت ليس بكثير من صومه كشف له الرب فى رؤيا وكأن تنيناً ضخماً دخل الى قلاية القديسه وأخذ الحمامه وافترسها فأخذ يبكى ثم رأى رؤيا آخرى وكأن التنين قد انشق وخرجت منه الحمامه سليمه .. فلما استيقظ من نومه أخذ يبكى بصوت عال وينادى أبنة أخيه ولكن لا احد يرد عليه وقد طلب من احد اصدقاءه القريبين منه وهو القديس مارافرام الذى كان يقضى خلوة روحية بجواه ان يبحث معه عن مكان الغائبه لكى يريح الله قلبه وبعد عدة ايام حضر إليه صديقه مارافرام واخبره بمكان الغائبه وأعلمه أنها فى منزل لارتكاب الخطيئه .
البحث عن الضاله :
+ ألتهب قلب هذا الاب حباً فى رجوع الراهبه الساقطه فتنكر فى زى إنسان غريب مغيراً ملامح هيئته قاصداً المدينه والمنزل المقيمة فيه هذه الساقطه .
ولما دخل هذا المنزل خذ يتجول بعينيه لعله يجد ضالته المنشوده ولما لم يراها تصنع انه يريد طعاماً فاخراً ليأكله فطلب من أحد المهتمين بهذا العمل إحضاره فحضرت الراهبه الساقطه بعد ان تبدلت ملامحها الى هذا القريب مقدمه له ما يحتاجه من طعام ومتعه حسبما هو متبع . وكان يلبس ملابس معينه للتخفى ولكن قد لاحظت هذه الخاطئه أنه يلبس من تحتها ملابس النسك والطهاره وكانت تتسم منه رائحة بخور فتذكرت حالاً حياتها الاولى وجهادها فى الفضيله وعمها الانبا ابراهيم الذى قام على تربيتها وأنشئها على حب الفضيله والطهاره فأخذت تبكى بحرقه وكأنها تذكرت الان ما فعلته .. أما صاحب الفندق فسألها قائً :
+ يامارى ما الذى يؤلمك وما الذى يبكيكى ؟
+ فقالت له كنت اود ان اموت قد ذلك بعامين فتذكر عمها الإنبا ابراهيم أنها خرجت من البرية منذ عامين وتدارك الموقف طالباً من صاحب الفندق (المنزل) أن يحضر لهم مشروباً

الأنبا ابراهيم يتكلم عن قلب الله المفتوح للخطاه مع الغائبه :
+ وقد تكلم الأنبا ابراهيم عن محبة الله للأشرار والزناه التائبين وأنه سيغفر لهم إن رجعوا عن شرهم ومعاصيهم .. فأرتجفت القديسه وأخذت تبكى فقال لها انظرى إلى فأنا عمك الراهب إبراهينم الذى قد تربيت عنده أننى بحثت عنك فى كل مكان وأول ما رايتك اخفيت دموعى لكى لا يشك احد فى شئ .
فسألته : هل يمكن الرجوع
فقال لها : إن المسيح قال لايحتاج الالاصحاء الى طبيب بل المرضى والله لا يشاء ان يموت الخاطئ مثلما يتوب وتحيا نفسه .
ا
لخروج من سدوم
+ وفى لحظة وبدون أن يشعر أحد تسلل الاثنان خارج مكانالخطيئه تاركين مكان الاثم والفجور .
رجوع التائبه قلايتها :
+ بعد هذه الاحداث دخلت الراهبه إلى قلايتها مرة آخرى باكيه ، حزينه على ما حدث منها .. وكان كل من يمر بجوارها يسمع صوت بكاء التوبه .. أثناء ذلك أنتقل عما أنبا إبراهيم الى اورشليم السمائيه عن 85 عاماً وتعيد له الكنيسه فى 30 طوبه .
الآن ياسيدى تطلق عبدك بسلام (لو 29:2)د
+ عاشت القديسه المجاهده ما يقرب من خمسة اعوام بعد نياحة عمها فى بكاء وتسبيح حزين وقد أعطاها الله علامة مفغرتها لخطيئتها فأنعم عليها بموهبة شفاء المرضى فى آخر حياتها ثم مرضت قليلاً وتنيحت بسلام ووجها يضئ من نعمة التوبه
بركتها تكون معنا جميعاً أمي
ن
__________________

القديســـــــــــه مـــــريم المصريـهمقدمــــــه :

القديســـــــــــه مـــــريم المصريـهمقدمــــــه :
+ وصلت الى الكنيسه هذه السيره المباركه عن طريق االراهب الاب زوسيما الذى من فلسطين الذى قضى 53 عاماً فى البريه وقد اتاه فكر انه هو الوحيد الذى له هذه القامة الروحية العاليه فخرج فى خلوة روحية وفى آخر ايام الصوم اربعينى أبصر شءئاً فظنه فى بادئ الآمر شيطاناً ورشمه بعلامة الصليب ولكنه تحقق بعد ذلك انه إنسان
[COLOR="Red"]ملحوظه (هذه عاده متبعه فى مثل هذه الامور وخاصة بين الاباء إذا شاهدوا اى منظر يرشمون عليه علامة الصليب المقدسه فإذا اختفى فهذا إشارة الى انه روح شرير واذا استمر تحققوا انه شئ من الله او من عبيده السواح ) .
[/COLOR
+اسرع اب زوسيما رغم شيخوخته نحو هذا الشبح لكنه كان يجرى منه وصرخ إليه ان يقف فتوقف هذا الشبح وتوارى وراء صخرة وقال له ياابى زوسيما أننى أمره وان اردت ان تقدم خدمة لخاطئه مثلى فاترك لها رداءك لتستر به .
اندهاش الاب زوسيما
+ تعجب جداً الأب زوسيما لنها نادته بأسمه وزاد عجبه لما اعلمته أنه كاهن .. وسألها باسم المسيح أن تعرفه شخصيتها ولماذا اتت ‘لى هذا المكان وكيف تعيش هنا وكم لها من السنين .
فقالت له :
أنا مصريه من الاسكندريه .. ولما وصلت مرحلى الشباب تلوث ذهنى بالخطيه ولكنى لم ارتكبها خوفاً من اسرتى ولما انتقلا خلا لى الجو من أى انسان يعرقل أنطلاق شهواتى واندرت إلى اوحال الخطيئه دون قيود واخذت شهره فى المدينه فى هذا المجال وقد استمريت على هذا الحال سبعة عشر عاماً بدون شبع من تلك الخطيئه ووفى أحد الايام ريت جمعاً متجهاً الى إحدى السفن الذاهبه الى اورشليم لحضور عيد الصليب المقدس .. وفى هذا الوقت أردت ان اذهب الى هناك ليس للعباده ولكن من اجل شهواتى البهيميه ولكن نظرت لما معى من نقود ووجدته لا يكفى لرحلة السفر .. ثم اتجهت الى السفينه غير مباليه بالنقود فمعى جسدى الذى استطيع ان اكسب من وراءه الكثير .. وحدث ما حدث فى الطريق أخيراً وصلت الى اورشليم وارتكبت هناك من الخطايا الكثير اخيراً جاء يوم عيد الصليب واتجهت الجموع الى كنيسة القيامه وكان الزحام شديدا واتجهت معهم الى الكنيسه .

ببيتك يارب تليق القداسه
+ ولما جاء دورى وسط الجموع المحتشده لدخول الكنيسه وجدت قدمى وكأنهما تسمرتا ولا استطيع ان احركهما للدخول وحاولت كثيراً لادخل ولكن لا اقدر كمن يدفعنى الى خارج هذا المكان المقدس .. وعرفت ان الذى يدفعنى للخارج ليس إنساناً ولكن اعمالى لا تتفق مع قدسية هذا المكان ومر هذا الوقت وأمامى شري ذكريات مع الخطيئه والاثم وأحسست ببشاعى الخطيئه ومرارة ثمرها .. ونظرت الى صورة السيده العذراء متشفعه بها ان تنقذنى من رحلة اثامى .
والى اللقاء مع باقى قصة هذه القديسه

القـــــــــــــديســـــــــــه أناسيمــــــــــون

القـــــــــــــديســـــــــــه أناسيمــــــــــون

نشــــــــــــــــــــــأتهـــــــــــــــــــــــ ـــا:
فى مدينة روما نشأت هذه القديسه وكنت وحيدة أبويها وكان والدها ملكاً غنياً جداً فعاشت طفولتها عيشة مترفة ولما كانت فى السابعة من عمرها أحضر أبيها كاهناً ليعلمها القراءه والكتابه ومبادئ الدين المسيحى كذلك سير القديسين وكان هذا الكاهن يؤدى عمله هذا بمحبه وخدمه حقيقيه فغرس فى نفس الطفله أناسيمون حب الفضيله وحياة القداسه وقد كان هذا كاهناً شغوفاً بسير الرهبان والسواح فشربت منه .
التجـــــــــــــرد من مباهــــــــــج العــــــــــالم:
ومع إن أناسيمون أبنة ملك لكن سلوكها فى الحياه كان يدل على انها ابنة رجل فقير فكانت تلبس ملابس بالية وفوقها ملابس الملوك طعامها تإكله على انفراد خبز جاف .. تترك سريرها المفروش بالحرير وتنام على الأرض .. وفى كل ذلك كانت تصلى بحرارة تطلب مشزرة الله فى أن تكون لها نصيب كمثل الرهبان التى كانت تسمع قصصهم من مرشدها الروحى
أنتقــــــــــــــال الملك والملكـــــــــــــــــــه
وفى ريعان الشباب انتقلت والدتها فعمت الاحزان المملكه وبعد فترة قصيرة أنتقل الملك فأزدادت الأحزان فى المملكه وخاصة ان الملك والملكه كانوا ذو محبة وتدين عظيم ..ولما لم يكن للملك أولاداً غير أناسيمون فقد أرغمت المملكه أن تكون أنا سيمون هى الملكه بعد والديها .
الملكــــــــــــــــه الجـــــــــــديــــــــــــــــده :
وتم تتويج أناسيمون ملكه على سبعة اقاليم بيد الأب البطريرك وصار فرح وسرور كبير جداً فى المملكه نظراً لأتضاع الملكه الجديده ومحبتها لكل الناس وخاصة الفقراء منهم .. وقد استمرت على هذا الحال مدة عام كامل .
إن أراد أحد أن يأتى ورائى فليحمل صليبه ويتبعنى :
+ وفى ذات ليلة بعدما صلت سرحت بفكرها وتأملت فى زوال العالم وممالكه وفى سير الرهبان الساكنين البرارى وكلمت نفسها قائلة .. إن كنت يانفسى تريدين ملكوت السموات فعليكى بترك مملكة الأرض .. فليس لنا ههنا مدينة باقية .. وفى لحظه صادقه مع نفسها وبقلب ممتلئ حراره روحيه نزعت الملكه تاج المملكه من على رأسها مع خطاب الى الاب البطريرك تاركة له حرية التصرف فى أمر المملكه شارحة له الأسباب التى ارغمها على أن تفهل ذلك .
+ تزيت الملكه بملابس بالية ووضعت على رأسها سترة لكى تتمعن فى إخفاء ملامحها وسجدت أمام قصرها الملكى وصلت قائله تركت باب قصرى مفتوحاً ياسيدى يسوع المسيح فأرحمنى وافتح لى باب ملكوتك ولا ترفضنى فأننى فتاه ضعيفه وأنت المعين لكل من يلتأ إليك .

الخــــــــــــــروخ إلــى البـــــــــــــــــــريه :
+ خرجت أناسيمون ليلاً قاصدة البريه وسارت ليلتها وكانت حالكة الظلام .. لا تعرف إلى أين وصلت ولا إلى أين تذهب وأشرقت عليها الشمس وهى تسير وقد أشتد الجو فى حرارته فأدمت قدميها وعدو الخير أخذ يرعدها ويرهبها خوفاً بينما الجوع أخذ فى نهش معدتها فصلت القديسه وأكلت من الحشائش الموجودة فى البريه وهى تمشى ليلها ونهارها .. وفجأة وأثناء صلواتها وإذ بوحوش البرية تجتمع حولها وكأنها تسمع صلواتها فى هدوء عجيب .. وبعدما انتهت من التسابيح أنصرفت جميع الوحوش فى خضوع عجيب فتنهدت القديسة قائاة الويل لك يانفسى يامن تركتى مملكة العالم وصرت ملكة على الوحوش
صرت كبهيمة عندك ولكنى معك فى كل حيــــــن:
+وقد جال على فكر القديسة أناسيمون الذهاب إلى أحد أديرة العذارى .
وتجعل نفسها معتوهه لا تعرف أى شئ وتخدم أحقر المواضع وتهان من أى أحد . ثم صلت إلى الله طالبة إرشاده ومعونته .. وقد ظلت القديسه سلئره إلى أن أرشدها الله الى دير أرميوس وكان بالدير ثلثمائة راهبه وقد طرقت باب الدير كمثل إنسانه مصابه بمرض عقلى .. كمعتوهه .. فذهب الأم البوابه الى الام رئيسة الدير لكى تخبرها بالتى أتت فأذنت لها بالدخول وجلست معها
الأم الرئيسه لكى تعرف ما بها ولكنها فشلت وأعتقدت أنها هبيله .. وقررت بقائها فى الدير خوفاً عليها من طردها أو من أن يفارسها وحش وكلفتها بخدمات كثيره مثل نظافة دورات المياه ونظافة الدير كله وجمع القيامه ..
+ وقد أقاما القديسه الملكه فى ذلك الدير بمثابة خادمه . زماناً دون أن يكتشف أحد أمرها .
+ ليس خفى إلا يظهر :
+ وقد كان فى تلك الفترة الأنب
+ وقد كان فى تلك الفترة الأنبا دانيال الأب الروحى للبرية ، وكان دائماً يصلى إلى السيد المسيح أن يريه مراتب الاباء القديسين وقد استجاب الرب لطلبته وسمع صوت يقول له إن جميع الاباء لم يصلوا إلى رتبة القديسه أناسيمون التى تركت مملكتها وهى الآن بدير أنبا أرميوس .. فذهبا الانبا دانيال وتلميذه الى الدير ولما قرع الباب وفتحت الأم البوابه باب الدير حينما علمت أنه الأنبا قمص البريه وفور سماع الأم الرئيسه أمرت بقرع ناقوس الدير فرحاً وابتهاجاً بالأب دانيال .. وقد حضرت جميع الراهبات لأخذ بركة الأب دانيال إلا هذه الراهبه (الهبيله) لكى لا أحد يلاحظها فهى جالسة بملابس رثه ويصدر عناها حركات تدل على مرضها العقلى .
+ فهمس الأب دانيال إلى تلميذه انظر ياأبنى هذه الراهبه التى تجلس بعيداً .أنظر ملابسها وحركاتها .. إنها قديسة عظيمة وتصنع ذلك هرباً من المجد الباطل .. واثناء حديثه الهامس هذا تكلمت معه الام الرئيسه قائلة معذرة ياأبى القديس إن هذه الراهبه لا تعرف شيئاً فهى معتوهة العل وشرعت فى طردها ولكن خشيت من الخطيئة فلما سمع الأنبا دانيال هذا الكلام تنهد فى داخله وقال للأم الرئيسه الله عالم بخفايا القلوب .
+ ولما أرخى الليل سدوله . وذهبت إلى قلايتها أخذ الأب دانيال يرصد حركات تلك المدعوه هبيله وفجأة تقوم تلك الراهبه رفعه أياديها ظاهراً منها نوراً بهى وأخذت تصلى عدة ساعات ...
فأحضر تلميذه لكى يبصرها بهذ المنظر البهى ثم استدعى سراً الأم الريسه .. التى حضرت وبكل هدوء ودون أن تشعر هذه الراهبه نظرت الأم الرئيسة منظرها البهى فقرعت على صدرها وقالت الويل لى .. وللحال شعرت الراهبة بأن أحد ينظرها فمكثت وتظاهرت بالنوم
هـــــــــــروب القديســــــــة من الديــــــــــر :
+ فلما أحست الديسه بأن سرها قد انكشف قامت عند بزوغ الفجر وبكل هدوء تركت الدير تاركة رسالة كتبت فيها :
أمى الرئيسه أخوتى الراهبات :
لقد احتملت الإهانة ولكن ليس فى مقدرتى إحتمال الكرامه منكن فمباركه الساعه التى قلتن فيها ياهبيله .. كلكن قديسات ليس فيكن مستهزئه .. كلكن طاهرات عفيفات صلواتكن من أجلى . وتركت الرسالة وخرجت من باب الدير هائمة على وجهها فى تك الصحراء
+ فلما أشرق الصباح بحثوا عنها فلم يجدوها ولكنهم عثروا على تلك الرسالة فقال لهم الإنبا دانيال بعد قراءته لهذه الرسالة :
من أجل هذه القديسه قد حصرت .. لأكشف سرها وهذا درس إليكن فالله ينظر الى الخفايا فلا تدينوا أحد ..وانصرف الأنبا دانيال إلى خدماته .

الكاهن الذى شاهد القديسة الســــــــــــائحـــه :
+ وحدث فى أيام هذه القديسه أن راهباً سائحاً قد دخل هيكل احدى كنائس الاسكندريه وقد اشتم الكاهن هذه الكنيسه رائحة بخور ودخل الهيكل ولما نظر هذا السائح أخذته رعدة فلما عرف انه سائح باركه وطلب منه قربانه وأباركه للتقديس يوم الخميس الكبير لمناولة اربعمائة راهب سائح فتعلق قلب الكاهن بذلك السائح وأعطاه طلبه وطلب منه أن يذهب معه فأعطاه موعد فى العام القدم وحضر وأخذ منه القربان مرة ثانية والاباركه وأخذه معه لكى يرى هؤلاء السواح.
+ فحمله على ظهره ولم يحس إلا برياح الهواء وكأنه طائراً فى الهواء ونزل إلى كنسة كبيرة وجميلة جداً فشخص ذلك الكاهن ناحية الهيكل وسأل الراهب واستفسر منه عن ذلك الشيخ الوقور البهى الطلعه الذى لكبر سنه متكأ على الآباء ..
+ فأجابه هذا ليس راهباً وإنما هذه الراهبه الملكه أناسيمون رئيسة الأباء وكانت ملكه على سبع اقاليم وتركت الملك فلما سمع الكاهن التقى هذا الكلام تعزت نفسه جداً وبعد أتمام صلاة القداس أخذه ذلك السائح الى كنيسته مرة أخرى ممجداً الله
بركة هذه القديسه وصلواتها تكون معنا جميعاً أمين

القديـــــــــــــــه تاييـــــــــــــــسنشــــــــــــــــاتها :

القديـــــــــــــــه تاييـــــــــــــــسنشــــــــــــــــاتها :
+ فى مدينة الأسكندريه وفى القرن الثالث كان مولدها . كانت مسيحيه لكنها كانت يتيمة الأب ، ولم تكن أمها تسير بأستامة قلب أمام الله ، فأهملت تربيتها وتركتها دون أن تروبيها بحب الكنيسه وسير الأباء فأرتةت من العالم وسيرة الناس الأردياء ، وقد تأثرت بخلاعةأمها وهكذا اصبحت تاييس ضحية التصرفات السيئه من جانب امها ولما رأت أم تاييس أن بنتها جميلة المنظر ولم يكن لديها الغيرة على حياة ابنتها وطهارتها فد ساعدتها أن تلتحق بعمل فى أحد الأسواق وكنت الفتاه لها مزايا عديده فى هذا المجال فكانت لبقة الحديث فضلاً عن جمالها الساحر .
الســــــــــــــاقطــــه :
+ سقطت تاييس السقطة العظيمة واستمرت فى حياة اللهو والدنس ..وكانت تسوق كثيرين من الأغنياء إلى الهلاك هؤء اللذين بلغوا فى شهواتهم الجنونيه حداً كبيراً حتى انهم كانوا يضعون ثرواتهم تحت اقدامها وهكذا فقدت عفافها واشتهرت فى مدينة الأسكندريه بالدعاره وعدت من الساقطات .. وبعد فترة انتقلت أمها وهى غير تائبه .
من يرد خاطئاً عن ريق ضلاله يخلص نفساً من الموت يستر من كثرة الخطايا :
+ بلغ خبر تاييس الى القديس ببصارون الكبير أحد شيوخ البريه . الذى حزم حزناً شديداً وبخاصة إنها تسقط كثيرين معها فى الخطية ..فأمتأ غيرة ليخلص النفوس المينة التى اشتراها المسيح بدمه وتزيا بزى أحد الناس وحمل معه ديناراً وتوجه اليها فلما قابلها أخرج ديناراً وسلمه إليها .. أما الشقيه فدعته للدخول غير عالمه أنه رجل الله الديس آتى لخلاص نفسها .
+ فلما دخل غرفها سألها قائلاً (ألا توجد غرفى آخرى فى الداخل ؟)فسخرت منه وقالت له ( إن كنت تخشى أن يرانا الناس فأطمئن أنه لن يرانا أحد أما إذا كنت تخشى أن يرانا الله فالله موجود فى كل مكان فلما سمع الديس ببصارون اكتشف المدخل إلى قلبها فبادرها بصوت إلهى حزين كشف فيه عن شخصيته وقال :
+ ياأبنتى أتؤمنين حقاً أن الله موجود ؟
+ فأجابته وهى مرتعبه نعم أؤمن بأن الله موجود وأؤمن بملكوته والبدينونه ..
حينئذ واجهها القديس :
إن كنت تؤمنين بملكوت الله وبالدينونه امعده فما بالك تجرين الناس الى الهلاك بهذه الخطيه .
+ ولما سمعت ذلك لم تمالك المسكينة نفسها فوقعت على قدميه قائلة له أنا أعلم يضاً أنه توجد توبة لمن يخطئ .. فأتوسل إليك ياأبى أن تجلس هنا وقت ليس بكثير وحينئذ سوف أسلم نفسى إليك فتعمل كل ما تراه نافع لى . فعين لها القديس المكان الذى يمكنها أن تجده فيه ومضى .
دليــــــــــــل التـــــوبــة :
+ أما القديسة فنهضت بسرعة وأخذت كل ما اقتنته من الخطيئه وذهبت إلى سو المدينه وأحرقت ما جمعته بالنار قائلة : تعالوا ياكل من تاجر معى بالأثم ، وانظروا انى احرق بيدى كل ما اقتنيته من الخطيئه .. وبعد ما أحرقت ما جمعته من هذه الخطيئه انطلقت حيث المكان الذى حدده القديس بيصارون فوجدت القديس فى انتظارها أما القديس فأخذها إلى أحد بيوت العذارى وأسكنها احد القلالى وأغلق عليها الباب : تاركاً لها نافذة صغيرة ومنها يقدم لها الراهبات احتياجاتها حسب تعليمات الأم الرئيسه .. حينئذ سألته القديسه ماذا أصلى فقال لها أنك غير مستحقه ذكر اسم الله بل عليك ترديد هذه العباره ( يامن خلقتنى أرحمنى ).. وقد مكثت تاييس فى هذه القلايه ثلاث سنوات فى نسك وتقشف كبير .
ذهاب القديس بيصارون الكبير إلى القديس أنطونيوس :
+ بعد هذه الفترة أنطلق القديس الى نبا انطونيوس لأنه كان يشعر بمسئوليته أمام الله فى آم التئبه تاييس وليعرف هل فرح الله بتوبتها .. وعلى أثر ذلك جمع الأنبا انطونيوس رهبانه ليصلوا ليشكف الله الأمر وقد تحقق ذلك الأمر فى رؤيا للقديس بولس البسيط تلميذ أبينا انطونيوس فرأى كرسياً فخماً وملائكه تحمل مصابيح فظن القديس بولس ان هذا الكرسى لأبيه انطونيوس فقيل له أنه لتاييس ولما علم الجميع بالأمر ذهب القديس بيصارون الى بيت العذارى ليستطلع امر التائبه تاييس فلما ذهب طلب التائبه لتخرج من قلايتها التى كانت حبيسة فيها .. لكن القديسه ترجته فى حزن وتواضع شديد أن يتركها الى آخر ساعة فى حياته .. فقال لها أن الرب صنع معها رحمة وقبل توبتها ، أما هى فلم توافق على الخروج من قلايتها ولكن من أجل الطاعه خرجت .
نيـــــــــــــاحتهــــــــا :
وقد خرجت القديسة من قلايتها لتمض خمسة عشر يوماً ثم تمرض وتذبل خلالها رويداً رويداً الى ان تنيحت بركاتها تكون معنا جميعاً أمين

تــــــــــــــــــــــــأمل :
علـــــــى لسان تاييس وإن شئت عزيزى القارئ
وعزيـــــــزتــــى القـــــارئه قل عنه انه رسالة
مفتوحة من تاييس الى من يريد الكمال المسيحى .
أيها الشبــــــــــــــاب :
+ إن خدعة الجمال الدنيوى الذى يمكن أن يورث
الهلاك .وعشق الوجوه يطوح بهامات الرجال
+ إن سقطتى أنا الحقيره تاييس جميلة الجميــلات
بمقياس جمال هذا العالم كفيلة بأن تصدم المعجبات
بجمال طلعتهن ورشاقة قومهن وفتنة عيونهــــــــــن
أحبـــــــائى :
* ما اقبح الوجه الجميل الذى يعرض نفسه علـــى
المعجبيـــــــــــن فـــــــــــى عــــــــــدم حياء
* وما أطهر الوجه الجميل الذى يعرض عن الانظار
من كثرة الحياء ويتحاشى الاغراء والعثــــــرات
وأخيراً رســـــــــــــــالة لك ياأمـــــــــــــــــــــــى
* حافظى بمحبة وتدقيق فى تصرفات ابنتك أبنة المسيح

الجزء الثانى القديسه ايلاريه

الذهاب إلى البريه :
وفى الصباح استأجرا دابتين ومشيا مسيرة ثلاثة أيام فى البريه ولما وصلا قرعا جس باب الدير وفتح الاب المختص بذلك واستقبل الشابان وأخذا بركة الكنيسه والاباء .. وبات الشماس تادرس ليلته ونزل من حيث جاء تاركاً الشاب ايلارى .. وقد طلب ايلارى مقابلة الانبا بموا نظراً لما سمع عنه أنه أب فاضل وشيخ وقور . وطلب منه أن يسكن وسط الأباء الرهبان .. ويسلك مسلك الفضيله والجهاد الروحى فال له الأنبا بموا ولم يعلم انها فتاه أراك أيها الشاب الصغير لا تقدر أن تعيش فى ذلك المكان ونحن هنا لا توجد لدينا ملذات العالم ومشتهياته وأري أنك من أسرة متنعمه . فإذا اردت ذلك فعليك بالذهاب إلى دير غرب الاسكندريه يسكنه اغنياء أتقياء ترهبوا فيه وهم هعناك يجدون راحة لنفوسهم وإذا ارادوا شيئاً فهو قريب من العمران أما هنا فالحياة صعبة ولا نرى وجه إنسان إ إذا ذهبنا إلى اليف لنبيع عمل أيادينا ، أو من يحضر هنا ويصنع معنا محبة +.
فأجاب الشاب ايلارى قائلاً :
ياأبى أننى لم احضر هنا لكى اتنعم ولا طالباً شيئاً من ذلك فقد أتيت لكى اتعبد واسلك مسلك الآباء فى صوم ونسك وصلاه وبصلواتك ياابى لى ثقة كبيرة فى أن الله يعطينى نعمة وجهاداً .. فتعجب الأنبا بموا عند سماعه هذات الكلام وأعطى له قلاية سكن فيها .
+ لوسلكت الراهبه ايلايه مسلك الفضيله وفاقت كثيرين من الرهبان ولم يعلم أحد أنها راهبه وكانوا يعللون نعومة صوتها بكثرة النسك وأطلقوا عليهل الراهب ايلارى الخصى وبعد قليل ألبسها الأنبا بموا ملابس الرهبان والاسكيم المقدس ..
+ وقد أرشد الله الانبات بموا بالروح قصة ذلك الراهب وأعلمه انها فتاه وليس رجلاً فكاشفها بالأمر .. وللحال اعترفت وخافت أن تظهر نفسها أنها فتاه فيطدها من الدير وأحنفظ الأنبا بموا بهذا السر وكانت القديسه تتكلم اليونانيه وبعد ثلاث سنوات تعلمت القبطيه وتكلمت بها
.
أحزان فى القصر :
كان القصر الامبراطورى الذى للملك زيتون فى حزن شديد على ضياع ايلاريه ( فقد ظنوا انها خرجت وافترسها وحش كاسر ) ولحق بذلك الاب حزن آخر إذ أن أبنته الأخى اصيبت بروح نجس فتضايق الملك كثيراً وتألم لما أصابه فى ابنتيه وكذلك ساد الحزن الملكه وخدام القصر .
+ فقال أحد مشيرى الملك : العلاج والطب مثلما رأيت ياجلالة الملك ليس لهما فائده .. فأقترح عليك أن تسلها الى بية شييهيت التى بها الرهبان المصريين وسيكون لها الشفاء
وحسن ذلك الكلام فى عينى الملك وللحتال أمى أن تذهب ابنته المصابه بالروح النجس والتى فشل الطب فى علاجها الى برية شييهيت ومعها جوارى وجنود من قبله مزودين بكطل احتياجات الرحله ومسوم ملكى إلى الرهبان يبث فيه مشكلته وحزنه الى أباء البرية فقال فيه :
+ أننى الخاطئ الملك زيتون كان لى ابنتان واحده لا اعرف عنها شيئاً فقد خرجت منذ سنوات من القصر واختفت وابنتى االآخرى أرسلتها اليكم لأنه بها روح نجس ولى ثقة بصلواتكم أن تشفى .. فذهب الوفد وهو محمل بالهدايا الى الرهبان وحينما وصلوا الى الدير قرعوا جرس الدير ودخلوا وأخذوابركة الكنيسه .. بينما ذهب أحد الرهبان لأخبار الأنبا بموا انه يوجد وفد محمل برساله من قبل الملك زيتون .. فأجتمع الأبياء وصلوا على أبنة الملك ثاؤيسته ولكن الشيطان تزايد فى هيجانه ولم يخرج الروح النجس

الجزء الاخير من سرة المباركه ايلاريه

تـــــــــــــــــــــــدابيــــــــــــــر السمــــــــــــــــاء :
+ بعد ما صلى الأباء لم يخرج الروح النجس فطلب الانبا بموا من الراهب إيلارى لكى يصلى عليها فحضرت ولما صلى عليها للحال خرج الروح النجس .. وقد لب الأنبا بموا من الراهب إيلاري أن يأخذ بنت الملك فى قلايته لكى يصلى عليها مرة ثانية فرفض الراهب ايلارى ولكن من أجل الطاعة وافق .
+ ووسط كل هذه الأحداُث ومنذ اللحظة الأولى عرفت الراهبه ايلاريه أختها التى بها روح نجس أما الثانيه فلم تعرفها إذ قد تغيرت ملامحها من شدة النسك .. وقد أخذتها معها قلايتها وأخذت تصلى من أجلها ثم نامت معها فى غطاء واحد وأخذت تقبلها وهى تبكى ولما شفيت تماماً شكرت ثاؤنيسته الر اهب الذى شفيت بصلاته ثم تجمع الوفد مرة ثانية ذاهبين إلى قصر الملك بالقسطنطينيه .
عــــــــــــــودة الأميــــــــــــــــــرة ألى الملك
+ وقد كتب الأنبا بموا رسالة إلى الملك زيتون رداً على ما كتبه وشكره على أهتمامه بالدير وعطاياه وأخذت الأميره الرساله وذهبوا جميعاً والوفد المراف إلى الملك .. وقد فرح الملك جداً والملكه بشفاء أبنتهما وكذلك جميع المدينه وقد أقام الملك المحب للمسيح وليمة للفقراء والمساكين وبعد انصراف الجميع أختلى الملك والملكه بأبنتهما التى نالت الشفاء وطلبوا منها أن تقص عليهما ما رأته فى رحلتها .. فأخذت تروى كل ما رأته ولكن لما روت لهم قصة الراهب ايلارى الذى نالت الشفاء على يديه وما صنعه معها من قبلات ونوم بغطاء واحد .. اندهش الملك لذلك فكيف يقوم راهب بهذه الافعال منافياً بذلك قوانين الرهبنه .. والاكثر من ذلك كيف هو بالذات التى تنال الشفاء على يديه وبصلاته .. فقلق الملك جداً ذ، وطلب أحضار الراهب ايلارى لأخذ بركته وذلك مع وفد قام على وجه السرعه متجهاً إلى البريه فى الأسكندريه .
أفـــــــــــــــــــــــــراح فى القصــــــــــــــــــــــر
+ لما وصل كتاب الملك الى الانبا بموا كبير الرهبان طالباً أحضار الراهب الذى نالت ابنته الشفاء على يديه أطاع الراهب ايلارى أمر الأنبا بموا وبخاصة أن الملك يحب الأديره والرهبان .
+ ولما رست السفينه على القسطنطينيه وعلم الملك بقدومه خرج مع الكهنه لملاقاة الراهب إيلارى بتالصلبان والاناجيل وقد خرالملك ساجداً امام القديس ايلارى وتكلم معه بكلام المحبه والخضوع ولاسيما أنه قد شفى أبنته بصلاته وأمر بتجهيز مكان لاقامة هذا القديس .
وقد جلس الملك مع الراهب ايلارى على إنفراد وسأله عن مسلكه تجاه أبنته وكيف كان يقبلها وينام معها فى غطاء واحد قائلاً إننى لم أسمع أبداً عن راهب قديس يقبل أمرأه فهل ذلك من أجل تطمينها .. فسر لى ياأبى ذلك .
أعــــــــــــــــــــــلان ســـــــــــرها :
+ ولما أنهى الملك كلامه سكتت القديسة قليلاً وتكلمت فى نفسها قائلة إن لم أكشف سرى .. سيأخذ الملك عثرة من الرهبان وكذلك سمعة سيئه بأختى .. فقالت الراهبهخ ايلاريه .. أوعدنى ياجلالة الملك انك سترجعنى إلى ديرى .. فلما وعدها خلعت عن رأسها ملابس الرهبنه وقالت لهم انا ابنتكم ايلاريه .. فحدث هرج ومرج كثيراً بالقصر وبكى الملك والملكه واختها وكل خدام القصر وحكت لهم قصتها من يوم خروجها الى هذه الساعه ولولا شكوك والدها تجاه الرهبان ولاسيما تصرفاتها مع اختها لما كان أحد سمع بها .. وبعد ذلك أمرت الملكه بنزع ملابس النسك والرهبنه وألباسها ملابس ملوكيه فرفضت متمسكة بوعد أبيها الملك فى ارجاعها الى الدير.
+ فمكثت عند والديها ثلاثة أشهر ثم رجعت بعدها إلى الاسكندريه لتكمل أيام غربتها فى برية شييهيت فعرف الاباء الرهبان قصتها وقد تحدثت مع الأنبا بموا بكل ما رأته وما قالته فى فترة وجودها فى قصر أبيها وقد مكثت بعد ذلك خمسة سنوات داخل الدير أراد الله أن ينقلها اليه فمرضت المرض الأخير واستدعت الانبا بموا وصلى لها ورشمت نفسها بعلامة الصليب حيث فاضت روحها الطاهره فى 21 طوبه 229 للشهداء تستقبلها السيدة العذراء والملائكه بعد حياه حافله بجهاد كثير ونسك زائد صابره على كل ألم .. وكل تجربه .. فليس سهلاً أن تخوض تلك الأميره الصغيره هذه الحياه التى فى غاية النسك والتعب .. لكن قلبها وحبها الكبير تخطى كل الصعاب فهى بذلك المرأة الاولى فى سلوكها هذا المسلك وتعيد الكنيسه بعيد نياحتها فى 21 من شهر طوبه .
بركة صلوات القديسه تكون معنا جميعاً أمين

القديـســـــــــــه اناسطاسيا

القديـســـــــــــه اناسطاسيا

حياة القديسه الأولى :
+ هذه العذراء من القسطنطينيه من عائله شريفه غنيه .. أراد الأمبراطور يوستنيانوس الزواج منها رغم أن زوجته كانت على قيد الحياه . وكانت هذه العذراء قد عزمت على أن تكرس حياتها للمسيح عابدة الله بلا فتور .
+ وقد حاول الامبراطور أن يستميل قلبها لكنها ذهبت الى دير الراهبات قرب الاسكندريه ثم هربت الى برية شيهيت حيث توحدت وتزيت بزى الرجال .... وقد تقابلت مع الانبا دانيال قمص البريه وأعلمته بأمرها وأنها أمرأة متخفية بزى الرجال .... ولما سمع هذا الأب المدبر قصتها عين لها إحدى المغارات فى البريه على بعد كبير لتسكن فيها .
العابــــــــــد أنسطاسشيوس
+ كانت لا يعرف أحد أمرها . فقد تزيت بزى الرجال ، وقد خدمها فى هذه الفتره تلميذ الانبا دانيال فقد كان يرسله لها مرة كل اسبوع ليمدها بما تحتاج اليه على باب مغارتها ولا يقرب من الباب بل كانت تضع على الباب قطعه من الخزف وتكتب عليها ما تكون فى حاجة اليه ليوصلها التلميذ الى الأنبا دانيال وكانت ترى هذا الأب كل ما تتناول الأسرار المقدسه من يديه .
+ وظل أمر هذه المجاهده العابده مكتوماً .. لا يعلم أحد أنها من اعرق أسر الاشراف ولا هى أمرأه .. بل ظلت على هذه الحاله ثمانى وعشرون عاماً . عابده الله فى نسك وحياة تقويه بدون فتور . منتصره على حروب القوى الخفيه التى لرئيس هذا العالم .
نيــــــاحتهـــــــــــا :
+ وفى يوم ذهب تلميذ الأب دانيال الى مغارة القديسه وجد قطعة الخزف مكتوب عليها ( أحضر الأدوات وتعالى هنا الى )فلما قرأها الاب دانيال علم أن القديسه أناسطاسيا فى طريقها لمغادرة هذا العالم .. فبكى الانبا دانيال بكاء شديد وقال لتلميذه الويل للبريه الداخليه لأن عموداً عظيماً سيسقط فيها تعال ياابنى أحمل الأدوات وسر بنا لنلحق بالقديس لئلا نعدم صلواته .. ولما ذهبا وجداها مريضه بحمى شديده وقال الأنبا دانيال لها مغبوط انت لأنك اهتممت بهذه الساعه ورفضت المملكه الارضيه ولما قال لها الانبا دانيال هذا الكلام .. رشمت ذاتها بعلامة الصليب واسلمت الروح فانتشرت رائحة بخور عظيمه .
وبكى الأنبا دانيال وكذلك تلميذه وحفرا قدام المغارة قبراً وقال الأنبا دانيال تلمبذه ( ألبسه هذه الاكفان فوق ملابسه ) وقد علم هذا التلميذ انها أمرأه .... لأنه وجد ثدييها يابستين كأوراق الشجر .. وقد أفصح لمعلمه هذا .. الذى عرفه بقصتها وسيرتها .
وتعيد الكنيسه القبطيه لها فى السادس والعشرون من شهر طوبه وكانت نياحتها حوالى 576 ميلاديه .
بركـــــــــــة هذه القديسه تكون معنا جميعاً أمين

القــــــــــــديسة إيلاريـــــــه

القــــــــــــديسة إيلاريـــــــه
حياتهـــــــــــــــا :
+فى أواخر القرن الخامس الميلادى رزق الله ابنة للملك البيزنطى (زيتون) أسمها إيلاريه . وكان له ابنة أخرى اسمها ثاؤيسته . ولكا كان هذا الملك محباً للاله الحقيقى يسوع المسيح ربى ابنتاه على محبة الكنيسه والعبادة فنشأ على محبة الايمان وتعاليم الآباء .
+ ولما كبرت ايلاريه أخذت تحدث نفسها بزوال الدنيا ومجد هذا العالم الزائل فأختارت أن تكون مزدريه وغير موجوده هاربه من أضواء العالم لتتمتع بنور المسيح تتحدث مع الله فى الصلاه أحسن من الكلام مع كبراء القصر وعظمائه . لقد رفضت القديسه تاج الامبراطوريه فأعطاها الله اكليل الرهبنه .
+ وذات يوم ذهبت الى الكنيسه عازمه على سماع ما يرشدها الى طريق خلاصها فسمعت المرتل يقول أحببت وصاياك فى كل شئ مستقيمه .. وسمعت أيضاً الأب الاسقف يقول ( لماذا تهتم أيها الانسان بما يغنى وتقول الباقيات .. وباطلاً تجعل اعتمادك على الاموال لأنها تبقى هنا . وخطايانا هى التى تسبقنا الى منبر الحكم ) د
+ فرحت الفتاه ايلاريه بهذا الكلام وقالت حقاً هذا هو صوت الله الذى أستراحت له نفسى .. وذهبت الى القصر .. وأخذت تصلى صلاه حاره طويله كى يعطيها الله روح الحكمه فى تدبير أمورها ..
+ وفى الصباح الباكر جداً قامت ايلاريه ونزعت ملابسها النسائيه وتزيت بزى الرجال وتركت القصر متسلله منه دون أن يراها أحد متجهه الى الميناء ولما ذهبت الى هناك وجدت سفينه ممتلئه بالركاب فسألت ربان السفينه الى اين تتجه فأخبرها أنه متجه إلى الاسكندريه ،فأخبرته انها تريد الذهاب . وركبت السفينه وابحرت الى هذه المدينه .
+ واطلقت القديسه على نفسها اسم ايلارى لأنها فى زى الرجال ولما رست السفينه نزلت وأرشدها أحد المسافرين عن سؤالها أنها تريد أن تذهب الى كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء لتأخذ بركة من جسده وعندما وصلت طلبت معونة الله وباتت ليلتها هناك ..
وفى الغد رأت جماعة من المؤمنين ذاهبين إلى كنيسة القديس مرقس الانجيلى وكان ذلك اليوم أحداً فقالت لأحد الشمامسه ويدعى تادرس أريد أن أخذ بركه اأباء برية شيهيت ومصاريف الرحلة معى .فقال لها إننى أيضاً لى اشتياق أن أذهب .. سنقوم غداً بهذه الرحله ثم اتفقا على القيام بالرحله فى الصباح الباكر .
الى اللقاء مع جزء اخر من حياة القديسه
__________________

القـــــــــــــــديســــه سينكلينكى

القـــــــــــــــديســــه سينكلينكى

نشـــــــــــــأتها :
+ فى مدينة الأسكندريه تربت هذه القديسه على مخافة الله وحب الفضيله . ولم يعرف زمن مولدها فلم يذكر كاتب سيرتها القديس اثناسيوس الرسولى السنه التى ولدت بها وإنما الذى نعرفه من بعض المراجع انها ولدت فى الجيل الرابع الذى تألق فيه الأنبا أنطونيوس وغيره من أباء الكنيسه .
فحفظت وصايا الله وكان لمدرسة الاسكندريه أثرها البارز فى تثقيف قديسينا .
التجارب تحيط بأسرة القديسه :
+ أمتحنت هذه الأسره بعدة تجارب هزتها هزاً عنيفاً ، فقد أنتقل الولد الأصغر وبعد فترة قصيره انتقل الولد الأكبر ولم يعد سوى بنت صغيرة مكفوفة وهذه القديسه . الأمر الذى حرك قلب هذه القديسه فأعرضت عن العالم ومباهجه وتجنبت كل ما فى العالم من ثياب فاخره وحلى ومجوهرات متذكره دائماً أخويها اللذين رحلا من هذا العالم ولم يأخذا شيئاً منه .
التجــــــــــــرد العملـــــــــى :
+ أخذت القديسه تتجرد عمليهً من كل ما يربطها بالعالم فأفترشت الارض لتنام عليها . وصلواتها مستمرة بغير فتور وأصوامه الى الغروب . غيرمهتمة بمظهرها . عازفة عن أى عريس يتقدم لها .
حبهــــــــــا للقديســــــة تكلا :
+ كانت هذه القديسه تتابع بأهتمام سيرة القديسه تكلا تلمبذة بولس الرسول وتتأمل فى حياتها وخدمتها وما حدث معها من الآم لأجل اسم الرب .... وكانت لا تخرج من منزلها الا وهى ذاهبة إلى الكنيسه فقط .. وى تتكلم مع أحد فى الطريق وكانت تقوم ببعض الأعمال اليدويه لكى تطرد شيطان الكسل والملل مثل الانبا انطونيوس وكذلك لا تهمل الصلاه والصوم بل بحرارة قلب وغيرة روح .
رحيـــــــــل والديهـــــــــــا :
+ ومرة آخرى أطلت عليها أحزلن فراق الأحباء فبعد رحيل أخويها أنتقل ايضاً والديها الوالد ثم الوالده فى وقت قصير فوزعت كل أملاكها على الفقراء والمحتاجين وتشبهه بالانبا انطونيوس .
خــــــــروجها من الاسكندريه :
+ خرجت هذه القديسه من بيت والديها بعد رحيلهم وسكنت فى أحد المقابر خارج مدينة الاسكندريه وبالقرب منها وقصت شعر رأسها وكانت تقتات من خبز النخاله وتشرب الماء وتفترش الأرض .. فزاع خبرها الى كل المناطق المجاوره فقصدها كثيرين من أهل جنسها من متبتلات ونساء وأرامل وكان العجب يستولى عليهن لما رأوه من تقوى حقيقيه وفقر اختيارى مه أنها كانت تملك من مال الدنيا الكثير .
رغبة الزائرات فى أن ترشدهن :
+ فلما كانت حياتها كرائحة بخور ألح عليها الكثير من الزائرات لها فى أن ترشدهن .. فكانت تتعلل بضعفها ولكن بناء على رغبة هؤلاء أرشدددتهن .. ولها نصائح كثيرة لهن مثل : التحفظ من رزيلة البخل والتعلق بالأشياء الزمنيه والفرار من المجد الباطل .
+ وقد جاهدت هذه القديسه فى عبادة صادقة حتى بلغت الثمانين وكانت خير أم لعذارى كثيرات أنتظمن فى حياة الرهبنه .
مرضهـــــــــا ونياحتهــــــــا :
+ وفجأة مرضت القديسه . وظلت ثلاث سنين تقاسى من آلام شديدة فأحتملت بصبر كثير وهى فرحه لأيقانها لأنها صارت أهلاً للأشتراك فى شرب كأس الامه فكانت تعزى الاتين لزيارتها .. وبعد ذلك رقدت فى الرب تحمل روحها الملائكه .
بركة شفاعتها فلتكون معنا جميعاً أمين

القــــــــــــديسه ثيؤدوره

القــــــــــــديسه ثيؤدوره

هـــــــــــــــــــــى :
أحدى القديسات الناسكات اللواتى عشن فى البرية كمتوحدات وقد عاصرت هذه الأم اربعه من الاباء البطاركه هم البابا اثناسيوس الرسولى والبابا بطرس والبابا تيموثاؤس والبابا ثاؤفيلس .
نشـــــــــــــــــــأتها :
+ فى مدينة الاسكندريه تربت هذه القديسه وسط والدين مسيحيين من أغنياء المدينه فلما وصلت سن الزواج أراد والديها أن يزوجها فأحضرا لها كل متطلبات الزواج من مجوهرات وملابس أما القديسه فعزفت عن الزواج .. لأنها وضعت فى نفسها أنها عروس للملك السمائى فكرست كل حياتها للعريس الأعظم .. فلم يرغماها والديها على هذا الموضوع .
محبتك يارب غربتنى عن البشر والبشريات ( الشيخ الرحانى ) د
+ وقد أستمرت هذه القديسه عابدة الله بصلوات حاره وعبادة الى ان أنتقل والديها الى السماء .. فللحال وزعت كل ما لديها على الفقراء والمحتاجين بإيمان صادق وعزيمة أكيده فى أنها للرب . وقامت ببناء كنيسه بظاهر الاسكندريه ثم رهبنها البابا اثناسيوس وقد عاشت هذه القديسه حياه نسكيه قاسيه جداً فكانت اماً فاضله يقصدها الكثير من الراهبات لطلب كلمة منفعه وقد أستمرت على هذه الحياه الى أن وصلت الى 100 عام بحياة لا تعرف الفتور ضاربة أمثلة حيه الى كل جيل فى التمسك بالحياة الروحيه الى ان انتقلت من هذا العالم تاركه حياتها مثالاً حياً وكذلك لها عدة اقوال منها :
(1) جميع اعمال الرهبنه من صلاه ونسك وسهر لا تصل بالانسان الى الملكوت بدون اتضاع .
(2) عن عمل الوصيه :
(حدث ان أنساناً شتم أنساناًقياً فأجابه كنت قادر أن أجيبك بما يوافق كلامك ولكن ناموس الله يغلق فمى )
(3) حسن للانسان ان يكون فى سكون فإن شيمة الحكيم هى السكون .
(4) كما أن الشجره إذ لم تتعرض لعواصف الشتاء لا يمكنها أن تثمر هكذا الحال إن لم تجاهد لا ترث ملكوت الله .
بركــة شفاعة هذه الأم تكون معنا جميعاً امي

بلاندينا الشهيدة

بلاندينا الشهيدة



في حديثنا عن استشهاد القديس بوثينوس أسقف ليون، في عهد مرقس أوريليوس عام 177م، سنرى انه من بين الذين تمتعوا بالاستشهاد معه الفتاة بلاندينا. كانت عبدة ضعيفة الجسم لذا خشي رفقاؤها عليها لئلا تنهار أمام العذابات، لكن السيد المسيح أعلن قوته ومجده في ضعفها. جاء في الرسالة التي كتبها مسيحيو فينا وليون بخصوص ما احتمله الشهداء في عهد مرقس أوريليوس: "على أن كل غضب الغوغاء والوالي والجند انصب فوق هامة بلاندينا التي أظهر المسيح فيها أن ما يبدو في نظر البشر حقيرًا ودنيئًا ووضيعًا في نظر الله مجيد... لأننا إذ كنا كلنا مرتعبين، وكانت سيدتها الأرضية - وهي ضمن الشهود خائفة لئلا يعوقها ضعف جسدها عن الاعتراف بجسارة، امتلأت بلاندينا قوة فصمدت أمام معذبيها الذين كانوا يتناوبون تعذيبها من الصباح حتى المساء بكل نوع، حتى اضطرتهم إلى الاعتراف بأنه قد غُلب على أمرهم ولم يستطيعوا أن يفعلوا لها شيئًا أكثر، وذهلوا من قوة احتمالها إذ تهرأ كل جسدها، واعترفوا أنه كان يكفي نوع واحد من هذه الآلام لإهراق الروح، فكم بالأولى كل هذه الآلام المتنوعة العنيفة؟" إذ حُدد موعد لتقديمها مع بعض رفقائها طعامًا للوحوش، عُلقت على خشبة فكانت تصلي بحرارة، حتى سحبت قلوب رفقائها للسماويات، وامتلأوا سلامًا وتعزية. وإذ أُطلقت عليهم الوحوش المفترسة الجائعة وقفت أمامهم كحيوانات لطيفة مستأنسة لا تمسهم بأذى، الأمر الذي أثار دهشة الحاضرين وملأ قلوب الجلادين غيظًا، فأعيد الشهداء إلى السجن. كان الحراس يأتون ببلاندينا ومعها شاب صغير في الخامسة عشرة من عمره يُدعى بونتيكس Ponticus، قيل انه أخوها حسب الجسد، ليشاهدا كل يوم عذابات الشهداء لعلهما ينهارا وينكرا الإيمان، وإذ كانا ثابتين في إيمانهما بمسيحهما، تعرضا لعذابات شديدة، دون مراعاة لصغر سن الشاب أو جنس بلاندينا. أخيرًا جاء موعد رحيلها فكانت متهللة، كأنها قادمة على يوم زفافها المبهج لا للطرح أمام وحوش مفترسة. شعرت أنها أم قدمت السابقين لها كأبناء تمتعوا بالإكليل وها هي تنطلق لتلحق بهم. احتملت الجلدات القاسية بفرح، ثم تُركت للوحوش المفترسة إلى حين، لتُلقى على سرير حديدي ملتهب بالنار، وأخيرًا طرحت أمام ثور قذف بها هنا وهناك، وكانت في هذا كله متهللة كأن انفتاح بصيرتها على السماء قد سحب أحاسيسها عن الآلام. وقد اعترف الوثنيون أنفسهم أنهم لم يشاهدوا امرأة احتملت آلامًا مثل هذه الشهيدة. يوسابيوس القيصرى : تاريخ الكنيسة 1:5 (ترجمة القمص مرقس داود).

القــــــــــــــــــديسه تاؤر

القــــــــــــــــــديسه تاؤر

نشـــــــــاتها :
+ تربت هذه القديسه على حب الصلاه والعبادة لله فشبت منذ نعومة أظافرها على حب الحياه الكنسيه وكذلك والديها . فلما وصلت الى سن الزواج اراد والديها أن يزوجاها فرفضت متمسكة بحياة البتوليه .
رهبنتــــــــــــها :
+ أرادت هذه البتول أن تذهب الى أحد اديرة العذارى . فتم لها ذلك ووضعت نفسها تحت تدبير وارشاد الأم الرئيسه المسئوله عن الدير وسلكت فى الدير مسلم من نوع خاص فكانت تتنسك تنسك شديد وتلبس ملابس زهيده . ولم تكن تقبل أن تضع غطاء على رأسها مثل زى الراهبات أو تنتعل صندلاً . ولا تخرج خارج اسوار الدير كانت ترتدى خرقاً باليه وتقضى فى العنل اليدوى ساعات طويله وهى فى حالة صلاة دائمة . وأمتلأت من الحكمه الروحيه ما فاقت به غيرها من الراهبات ، وأستمرت على هذه الحاله فى حياتها مدة ثلاثين عاماً عابدة الرب بدون كلل أو ملل منتصره على حروب الشساطين .
نيـــــــــاحتهــــــا :
+ ولما أراد الله اراحتها الأبدية مرضت مرض بسيط أنتقلت على أثره الى فردوس النعيم حيث ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر . فذهبت إلى عريسها السمائى .
بركة صلواتها فلتكن معنا جميعاً أمين
__________________

القديســـــــــــــــــه الكســـــــــــندره

القديســـــــــــــــــه الكســـــــــــندره

نشـــــــــــــــــأتها :
+ هذه القديسه كانت من مواطنى الأسكندريه وكانت فتاة ورعة تقية خائفة الله وكانت جميلة المنظر وفى يوم من الايام وهى سائره فى الطريق نظر إليها شاب وتدنست افكاره بسبب رؤياها .. وأبتدأ الشيطان يلعب برأسه وأطاع الشاب هذه المشوره فألتهب قلبه بخطيئة الزنا وأراد أن يسقط هذه الطاهرة معه.... فلما علمت هذه القديسه بما يخططه هذا الشاب تحققت انه سيهلك بسببها ومن الحيه الآخرى أحس ذلك الشاب أن هذه الفتاه طاهره اكتشفت ما يخططه لها فخاف لئلا تتكلم عنه وتشهر به .
خطوة جريئـــــــة :
+ ففكرت هذه الشابه المؤمنه فى زوال العالم وشهواته منمنظره وأقداحه التى لا تدوم ، فأختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات ولا هى تعثر أحد ايضاً . فذهبت الى أحد الأماكن المهجوره خارج المدينه ، وأقامت فى مكان يشبه القبر . وأغلقت على نفسها تاركه طاقة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها وقد ساعدتها فى هذا الأمر صديفه لها اسمها ميلاينا وكانت أمراة مؤمنه فكانت تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح وذلك مدة اثنتى عشر عاماً .
وفى يوم ذهبت كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت علىالباب فلم تجيبها بكلمة فعلمت أن روحها صعدت الى السماء . فذهبت هذه الأخت الخادمه الى بعض الأحباء الانقياء المسيحيين وأخبرتهم بأمر هذه القديسه وسرتها (لأنه لم يعرف أحد قصتها وهى على د الحياه بناء على رغبتها ) فكسروا الباب ووجدوها قد تنيحت فأخذوها الى الكنيسه وصلوا علها
بركة شفاعتها تكون معنا جميعاً أمي
ن